ذات صلة

جمع

قضية نتنياهو بين السياسة والقضاء.. هرتسوغ يحسم الجدل

في خضم الجدل المتصاعد حول مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي...

ليلة نارية شرقًا.. روسيا تعلن إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية

شهدت الجبهة الشرقية واحدة من أكثر الليالي توترًا منذ...

ليلة نارية شرقًا.. روسيا تعلن إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية

شهدت الجبهة الشرقية واحدة من أكثر الليالي توترًا منذ أسابيع، بعدما أعلنت روسيا إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية التي حاولت اختراق أجواء عدة مناطق خلال ساعات الليل.

العمليات التي امتدت على رقعة جغرافية واسعة كشفت عن وتيرة متصاعدة من الهجمات الجوية غير المأهولة، في مؤشر يعكس اشتداد المواجهة بين الطرفين مع اقتراب فصل الشتاء الذي يعيد رسم معادلات القتال في الميدان.

هجمات متزامنة على جبهات متعددة

البيانات الروسية التي صدرت، صباح الأحد، وصفت الهجوم الأوكراني بأنه واسع ومنسق، بعد رصد موجات متتالية من المسيرات في السماء الروسية، وتشير المعطيات إلى أن عددًا كبيرًا من الطائرات بدون طيار حاول استهداف منشآت وبنى تحتية في مقاطعات متفرقة، ما دفع الدفاعات الجوية الروسية إلى تنفيذ سلسلة اعتراضات على امتداد الجبهة الجنوبية والجنوبية الغربية.

التنوع الجغرافي لمسار الهجمات يعكس محاولة أوكرانية لاستنزاف قدرات الدفاع الجوي الروسي والبحث عن ثغرات محتملة في مناطق واسعة.

ساراتوف في قلب الاستهداف

المعطيات الأولية تظهر أن منطقة ساراتوف كانت الأكثر تعرضًا للهجمات، حيث سقط فوقها العدد الأكبر من المسيرات خلال ساعات الليل.

ويأتي ذلك في وقت تمثل فيه المقاطعة موقعًا حساسًا لوجود منشآت عسكرية وصناعية مهمة، ما يجعلها هدفًا متكررًا لعمليات الطائرات الأوكرانية.

وقد شكلت موجة الهجمات المتزامنة اختبارًا لقدرة الدفاعات الروسية على إدارة عمليات اعتراض متواصلة ضمن نطاق جوي مشبع بالمخاطر.

مناطق إضافية تدخل نطاق النار

لم يقتصر التصعيد على ساراتوف، إذ شهدت مناطق روسية أخرى محاولات اختراق مشابهة، بينها روستوف والقرم وفولغوغراد وبيلغورود وأستراخان والشيشان.

هذا الاتساع في رقعة الهجمات يشير إلى استراتيجية أوكرانية تقوم على ضرب مناطق متنوعة لإرباك القيادة الروسية وتوزيع الضغط العسكري على عدة محاور.

وتكشف تلك الهجمات طبيعة المرحلة الحالية من الصراع التي تعتمد على حرب المسيرات بوصفها سلاحًا منخفض التكلفة وعالي التأثير مقارنة بالأسلحة التقليدية.

ضربات روسية مضادة على الحدود الشمالية الشرقية

وبينما تعاملت الدفاعات الجوية الروسية مع الهجمات، جاءت الأنباء من إقليم سومي على الحدود الأوكرانية لتؤكد تنفيذ ضربات روسية تستهدف مواقع وحدات قتالية أوكرانية.

الضربات، التي تزامنت مع موجة المسيرات، تعكس استمرار العمليات الهجومية الروسية على خطوط التماس، وتشير التطورات إلى أن موسكو تعمل على توسيع عملياتها في هذه الجبهة لمنع كييف من تعزيز مواقعها أو فتح ممرات محتملة لشن هجمات مستقبلية.

التصعيد الأخير يؤكد أن حرب المسيرات باتت اللاعب الأكثر حضوراً في ساحة الصراع الروسي الأوكراني، مع ازدياد اعتماد الطرفين على هذا النوع من الأسلحة لتوجيه ضربات دقيقة وتجاوز خطوط الدفاع التقليدية.

ويبدو أن الشتاء لن يكون موسمًا لتهدئة العمليات كما حدث في أعوام أخرى، بل قد يتحول إلى مرحلة تشهد استخدامًا أوسع للتكنولوجيا العسكرية غير المأهولة التي لا تتأثر بالظروف المناخية بالقدر نفسه الذي يؤثر على القوات البرية.