ذات صلة

جمع

بصيص أمل في زمن الجفاف.. كيف تعيد تونس توزيع ثروتها المائية؟

تشهد تونس تحديات متزايدة في إدارة مواردها المائية، وسط...

من المنبر إلى البارود.. كيف انخرطت جماعة الإخوان في السياسة والعنف؟

على مدى ما يقارب القرن، ظلّت جماعة الإخوان واحدة...

الخيار الصعب.. هل يغير حزب الله قواعد الاشتباك؟

مع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ...

دمار ممنهج.. مئات المنازل تهدم في حي الزيتون شرق مدينة غزة خلال أيام‎

لم يمض وقت طويل على الهدوء النسبي الذي عاشته غزة خلال الأسابيع الأخيرة حتى عاد صوت الانفجارات ليشق سماء المدينة من جديد.

وفي حي الزيتون شرق غزة، بدا المشهد أكثر قسوة مع تدمير مئات المنازل خلال فترة وجيزة، في عملية وصفت بأنها واحدة من أوسع عمليات الهدم التي شهدها الحي منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقد تحولت مناطق كانت تعج بالحياة إلى كتل من الركام المتلاصق، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث تحت الأنقاض في سباق مع الوقت.

توسع العمليات.. والحي يفقد ملامحه

ويمتد الدمار اليوم على مساحات واسعة داخل حي الزيتون، بعدما نفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف متتابعة لمبانٍ سكنية، تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي واحكام السيطرة على المناطق المحيطة.

وبدت المنطقة الشرقية لغزة وكأنها تعاد رسمها بشكل كامل، بعدما طمست الانفجارات شوارع وأحياء بأكملها، ومع كل عملية هدم جديدة، يتقلص أمل الأهالي في العودة إلى بيوتهم أو العثور على ما تبقى منها.

وتشهد مناطق أخرى متاخمة للحي عمليات مشابهة، إذ تمددت الضربات إلى مواقع في بيت لاهيا وشيخ زايد ومناطق شمالية أخرى.

التوسع المكثف جعل من الدمار واقعًا يوميًا في غزة، حيث لا تمر ساعات من دون أن تتصاعد أعمدة الدخان أو تسمع أصوات الانفجارات من اتجاهات متعددة.

حياة تحت النار.. المدنيون في دائرة الاستهداف

مع اتساع رقعة القصف، ازداد عدد الضحايا الذين يسقطون يوميًا جراء الضربات الجوية أو عمليات الهدم، المدارس والمستشفيات والمراكز الطبية باتت تستقبل مزيدًا من المصابين، بينما تتوالى الأخبار حول سقوط قتلى في مواقع متعددة، بينهم عناصر من طواقم الدفاع المدني الذين وجدوا أنفسهم على خطوط النار أثناء محاولاتهم إنقاذ العالقين.

وفي الشمال، تعرضت مناطق قرب دوار العطاطرة وحي الفالوجا لضربات جديدة من طائرات مسيرة؛ ما أسفر عن سقوط جرحى واستمرار حالة الاستنفار في المستشفيات.

بينما في مشروع بيت لاهيا، فقد شهدت المنطقة قصفًا متكررًا طاول مباني سكنية ومساجد ومقار مدنية، ما زاد من تعقيد الوضع الإنساني هناك.

هدنة معلقة.. وخرق مستمر وسط تأزم إنساني

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أسابيع، فإن الواقع الميداني يظهر أن العمليات العسكرية لم تتوقف، بل اتخذت أشكالاً مختلفة.

وعمليات الهدم الواسعة في حي الزيتون، والغارات المتكررة على مناطق شمال القطاع وشرقه، تعكس مسارًا تصعيديًا يتجاوز مقتضيات الهدنة المعلنة.

ومع كل يوم جديد، تتكدس أرقام الضحايا التي تشمل أطفالاً ونساء وشيوخًا، بينما تتزايد الإصابات وسط ضعف الإمكانات الطبية.

وتكشف بيانات المؤسسات المحلية عن حصيلة ثقيلة منذ بدء الهدنة، إذ تجاوز عدد القتلى مئات الأشخاص، فيما تضاعفت أعداد الجرحى مع استمرار القصف.

ويجد المدنيون أنفسهم محاصرين بين خطوط التماس، بلا قدرة على الانتقال إلى مناطق أكثر أمنًا، في وقت تتقلص فيه المساعدات الإنسانية وتزداد الحاجة إلى الغذاء والدواء والمأوى.

غزة بلا ملامح.. ومستقبل غامض


وتعيش غزة اليوم على وقع دمار لا يعيد تشكيل جغرافيتها فحسب، بل يضغط على نسيجها الاجتماعي والإنساني.

وحي الزيتون، الذي كان واحدًا من أكبر الشوارع السكنية في شرق المدينة، فقد الكثير من ملامحه، وباتت العودة إلى الحياة الطبيعية فيه حلمًا مؤجلاً، بينما المدنيون، فيحاولون التأقلم مع واقع يتغير كل يوم، بين ركام البيوت وغياب الأمن واتساع دائرة القصف.