من الشرق إلى الغرب والشمال للجنوب، يبدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوته العسكرية من الجنود الأتراك والمال والعتاد في حروب خارج أراضيه من أجل توسيع نفوذه وتحقيق أوهامه باستعادة الحكم العثماني، بما يخالف القانون الدولي.
ويعتبر بحر إيجة، هو أحدث حلقات التحركات العسكرية التركية، حيث قالت صحيفة ekathimerini اليونانية: إن أنقرة أصدرت برقيات ملاحية جديدة لحجز أجزاء من شمال وشرق بحر إيجة لإجراء تدريبات عسكرية، وهو ما من شأنه تصعيد التوتر مع أثينا.
وأضافت الصحيفة: أن تركيا حجزت في البرقية الأولى التي صدرت الخميس من محطة إزمير، منطقة شرق جبل آثوس في شبه جزيرة هالكيديكي، التي تقع في شمال بحر إيجة والخاضعة بالكامل للسلطة اليونانية، مشيرة إلى أن البرقية الثانية الصادرة من أنطاليا، تسعى إلى حجز منطقة بين جزيرتي رودس وكاستيلوريزو للتدريبات البحرية، وكذلك للبحث والإنقاذ.
وتتحرك أيضا تركيا في البحر الأبيض المتوسط، قبل ذلك، حيث تراجع الأمر حاليا بشكل طفيف تزامنا مع التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال جولات الحوار المتعددة برعاية الأمم المتحدة، ولكن رصدت اليونان تحركات تركية قبالة سواحلها، وفي الأراضي الليبية.
وتعليقاً على ذلك، قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، إن بلاده تهدف إلى ضمان خضوع الشواطئ الليبية قبالة جزيرة كريت لسيطرة قوى صديقة، مضيفاً: “نسعى لمنع إقامة قاعدة تركية في ليبيا، نهدف إلى أن تتراجع حكومة فايز السراج عن المذكرة التي وقعتها مع تركيا حول المناطق البحرية”.
ولتقييد تركيا، أقر الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا بسبب تصرفاتها غير القانونية والعدوانية في المتوسط ضد اليونان وقبرص، وخاصة عمليات التنقيب عن الغاز التي قامت بها أنقرة في الأشهر الأخيرة في مناطق بحرية تتنازع السيادة عليها مع هذين البلدين.
وفي الوقت نفسه، ما زالت تركيا تتحرك عسكرياً في ليبيا، لعرقلة الحوار السياسي ولمنع الاستقرار في البلاد؛ حيث تدرب حاليا كوادر من ميليشيات حكومة الوفاق علناً بطلب من الحكومة غير الشرعية، فضلاً عن أنه تم رصد طائرة شحن عسكري تركية من طراز “سي 130” هبطت في قاعدة الوطية قادمة من قاعدة قيصري في تركيا.
كما أرسلت العديد من طائرات الشحن العسكرية المحملة بمعدات وأسلحة للقاعدة، بجانب نشر أنقرة منظومة الدفاع الجوي “حصار” في قاعدة الوطية، ورصد أيضا الجيش الوطني الليبي رصد 5 سفن تركية خارج المياه الإقليمية قبالة سواحل مدينة سرت، ورصدت الأقمار الصناعية رصدت 6 فرقاطات بحرية تحمل العلم التركي، قبالة سواحل ليبيا، عند خليج سرت النفطي.
كما تعتبر سوريا واحدة من وجهات تركيا، حيث قبل أسابيع أخلت 7 مواقع مراقبة عسكرية في شمال غربي سوريا وسحبت قواتها من الأراضي، التي تسيطر عليها الحكومة السورية ونقلتها إلى المناطق التابعة إلى مسلحين ومقاتلين مدعومين من أنقرة.
ودشنت أنقرة عشرات المواقع العسكرية في المنطقة في عام 2018، ونشرت في سوريا أيضا ما يزيد عن 10 آلاف و15 ألف جندي في شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم والمتشددين الذين التزموا بنزع سلاحهم واحتوائهم.