مع تصاعد الغضب الشعبي في محافظة تعز اليمنية ضد ممارسات حزب الإصلاح الذراع السياسي للإخوان في اليمن، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت هذه التحركات ستقود إلى مرحلة جديدة من إعادة التوازن داخل مؤسسات تعز الأمنية، أم أن النفوذ الإخواني سيحاول المناورة للبقاء في المشهد.
جذور الأزمة
وكشفت مصادر، أن تعز تحولت إلى مركز نفوذ إخواني داخل الشمال اليمني، حيث استخدم الحزب سلطته لتوجيه الموارد، وتهميش الضباط المستقلين، والتضييق على القوى المناوئة له داخل المحافظة.
وقالت: إن هذه الممارسات، ومع تدهور الوضع الاقتصادي والأمني، أدت إلى تصاعد النقمة الشعبية ضد الإخوان الذين باتوا يُتهمون بتعطيل جهود الدولة واستنزاف مواردها.
رفض واسع لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني
وأوضحت مصادر، أن شوارع تعز أوضحت في الأسابيع الأخيرة احتجاجات حاشدة طالبت بإقالة القيادات الأمنية والعسكرية المرتبطة بحزب الإصلاح، وفتح تحقيقات في ملفات الفساد والانتهاكات، ورفع المحتجون شعارات تطالب بـ تحرير المؤسسات من قبضة الإخوان، معتبرين أن استمرار نفوذ الحزب يمثل عائقًا أمام استعادة الأمن والاستقرار.
وأشارت مصادر، إلى أن هذه الاحتجاجات ليست مجرد تحرك شعبي عابر، بل تمثل تراكمًا لغضب طويل الأمد ناتج عن انعدام الثقة في الأجهزة الأمنية التي يُنظر إليها كذراع سياسية للحزب.
ما هو الموقف الحكومي؟
وتتعامل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بحذر شديد مع ملف تعز، خشية أن يؤدي أي صدام مباشر مع الإخوان إلى تفجير الوضع الأمني، لكن تزايد الضغط الشعبي، إلى جانب غضب الشارع من تردي الخدمات وانفلات الأمن، دفع الحكومة إلى التفكير في إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية بما يضمن التوازن ويحد من النفوذ الحزبي.
وتعتقد المصادر، أن الحكومة قد تلجأ إلى تغييرات تدريجية في القيادات الأمنية والعسكرية، لضمان انتقال هادئ للنفوذ دون إثارة مواجهة مباشرة مع الإخوان، خصوصًا في ظل حساسية موقع تعز كمدينة محاصرة من الحوثيين.
ما هي أبرز التحديات أمام إنهاء النفوذ الإخواني؟
وقالت المصادر: إن طريق إنهاء نفوذ الإخوان في تعز ليس سهلًا، إذ يمتلك الحزب شبكة واسعة من النفوذ داخل الإدارات الأمنية والبلدية، إضافة إلى تحالفات اقتصادية وشعبية.
وترى المصادر، أن الحل الأمثل يكمن في إعادة بناء المؤسسات من الداخل عبر إصلاحات تدريجية تشمل التدوير الوظيفي، والمساءلة القانونية، وتفعيل مبدأ الشفافية، بدلًا من المواجهة الصريحة التي قد تؤدي إلى انفجار داخلي.
ما هي السيناريوهات المحتملة؟
وتشير التحليلات إلى ثلاثة سيناريوهات رئيسية لمستقبل تعز في ضوء التطورات الأخيرة منها نجاح الضغط الشعبي في إبعاد القيادات الإخوانية نهائيًا عن الأجهزة الأمنية، وهو احتمال ضعيف في المدى القريب لكنه قائم إذا استمرت المظاهرات واتسع الدعم الإقليمي للإصلاح. والإصلاح المرحلي، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا، حيث يتم تفكيك نفوذ الحزب تدريجيًا مع تعيين قيادات مهنية جديدة، وإعادة بناء الثقة الشعبية في الأجهزة الأمنية أو لجوء حزب الإصلاح إلى تنازلات شكلية للحفاظ على وجود محدود داخل المؤسسات مقابل تهدئة الشارع وتجنب الإقصاء الكامل، مؤكدة أن السيناريو الثاني هو الأكثر واقعية، نظرًا لتوازن القوى داخل المحافظة وتعقيدات المشهد اليمني عمومًا.

