يبدو أن الجنوب اللبناني يعيش على “حافة الاشتعال”، إذ تبادل حزب الله والاحتلال الإسرائيلي الرسائل النارية مجددًا، وهذه المرة عبر غارة جوية قالت إسرائيل إنها “دقيقة”، فيما وصفها سكان الجنوب بأنها “مدمّرة أكثر مما يُقال في البيانات العسكرية”.
الغارة الإسرائيلية
جيش الاحتلال أعلن أنه استهدف في بلدة البياض أحد قادة “قوة الرضوان”، ويدعى علي حسين إبراهيم سليمان، مشيرًا إلى أن العملية جاءت “بناءً على معلومات استخبارية دقيقة”.
لكن في الميدان، بدا المشهد أكثر تعقيدًا: الغارة أصابت أيضًا منشأة مدنية، وأسفرت عن استشهاد شقيقين كانا يعملان في المكان، ما أشعل موجة غضب واسعة في الجنوب، حيث يرى السكان أن “الدقة الإسرائيلية” تصيب دائمًا ما هو خارج الهدف المعلن.
حماس: لا نريد الحرب… ولا نمنح الذرائع
وفي غزة، بدت الأجواء أكثر هدوءًا — على الأقل حتى إشعار آخر. حركة حماس أكدت تمسكها بالتهدئة، قائلة إنها “لن تمنح الاحتلال ذريعةً للعدوان”، بينما تتابع عن كثب ما يجري شمالًا، حيث يبدو أن “حرارة الجنوب اللبناني” قد ترتفع أكثر من حرارة الصيف نفسه.
تحليق واستفزاز
في الأجواء الجنوبية، لا هدنة لطائرات الاحتلال. تحليقٌ مكثف على علو منخفض فوق الزهراني وميس الجبل، وبعض المسيّرات ألقت قنابل صوتية فقط لتذكير السكان أن “السماء ليست ملكهم بالكامل”.
الاستفزاز الجوي، كما يسميه الأهالي، بات يوميًا، حتى إن بعض المزارعين صاروا يميزون نوع الطائرة من صوتها قبل أن يروا ظلّها.
مشهد إقليمي محتقن
المشهد العام في الشرق الأوسط يبدو كلوحة تتغير ألوانها كل ساعة: تصعيد في لبنان، حذر في غزة، وتحذيرات عربية متكررة لإسرائيل من “اللعب بالنار”.
ويرى المراقبون أن استمرار الغارات والتصريحات النارية قد يقود إلى مواجهة مفتوحة، خصوصًا أن كل الأطراف تتحدث عن الرد، ولا أحد يتحدث عن التراجع.
في المحصلة، يقف لبنان اليوم أمام مشهدٍ بالغ الحساسية: الجنوب يغلي، الطائرات لا تغادر السماء، والحدود باتت أشبه بخط أحمر يتقاطع فوقه الدخان والتهديدات.
الجميع يترقب الجولة التالية — هل تكون مواجهةً أم مجرد حلقة جديدة في مسلسل التصعيد؟

