ذات صلة

جمع

تصعيد جديد على الحدود.. الرئيس اللبناني يأمر الجيش بالتصدي لأي توغّل إسرائيلي

في تطورٍ يعيد التوتر إلى الواجهة على الجبهة الجنوبية،...

لقاء المفترق.. ترامب وشي يرسمان ملامح النظام العالمي الجديد

في مشهد يعيد تشكيل موازين القوة الدولية، عقد الرئيس...

خطر الانهيار.. كيف يلقي ملف الرفات بظلاله على مفاوضات الصفقات الأكبر حول غزة؟

برز ملف الرفات والأجساد المحتجَزة في قطاع غزة كأحد...

فشل الوُكلاء.. كيف تزيد مغامرات ميليشيات الحوثي من عزلة طهران؟

قالت مصادر: إنه في ظل تقاعد بعض جبهات الصراع...

تصعيد جديد على الحدود.. الرئيس اللبناني يأمر الجيش بالتصدي لأي توغّل إسرائيلي

في تطورٍ يعيد التوتر إلى الواجهة على الجبهة الجنوبية، أصدر الرئيس اللبناني جوزيف عون توجيهاً حازماً إلى قائد الجيش رودولف هيكل، طالب فيه بضرورة التصدي لأي توغّل إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عقب حادثة اقتحام نفّذتها قوة إسرائيلية فجر الخميس في بلدة بليدا الحدودية.

وجاء التحرك الرئاسي إثر مقتل موظف بلدي داخل مقرّ عمله خلال عملية التوغّل، في حادثة أثارت غضباً واسعاً وأعادت التساؤلات حول مدى التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر الماضي.

بليدا.. البلدة الهادئة التي أيقظها الرصاص

العملية الإسرائيلية، التي استمرّت نحو ساعتين داخل بلدة بليدا الواقعة على بُعد كيلومتر واحد من الخط الحدودي، حوّلت البلدة الهادئة إلى ساحة استنفار.
وقد أطلقت القوات المهاجمة الرصاص بكثافة داخل مبنى البلدية، ما أدّى إلى مقتل الموظف الذي كان يبيت في المبنى ليلاً.

مشاهد الرصاص المنتشر على الجدران ومقتنيات المكاتب عكست حجم الخرق، فيما ساد صمتٌ ثقيل البلدة التي اعتادت منذ أشهر على أصوات الغارات المتقطعة جنوباً.
وقد أعادت الحادثة التذكير بأن الاستقرار في الجنوب لا يزال هشّاً، وأن احتمالات التصعيد قائمة رغم الاتفاقات الموقّعة.

الجيش اللبناني في حالة تأهّب ميداني

جاءت توجيهات الرئيس اللبناني لتؤكد تمسّك بيروت بحقّها في الدفاع عن السيادة، ولتعيد إلى الجيش اللبناني دوره المركزي في ضبط الحدود ومنع أي اختراق.
الجيش، الذي يواجه تحديات ميدانية ولوجستية متزايدة، وضع وحداته المنتشرة جنوبي البلاد في حالة تأهّب تحسّباً لأي خروقات جديدة.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك يحمل رسالة مزدوجة: الأولى موجّهة إلى إسرائيل مفادها أن لبنان لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي انتهاك جديد، والثانية إلى الداخل اللبناني لتأكيد أن المؤسسة العسكرية تبقى الضامن الأول لوحدة البلاد واستقرارها في ظل الانقسام السياسي الحاد.

اتفاق هشّ ومشهد إقليمي متأزّم

يأتي هذا التصعيد في وقتٍ تشهد فيه المنطقة توتّراً متصاعداً على أكثر من جبهة، من غزة إلى الجنوب اللبناني مروراً بالبحر الأحمر.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيّز التنفيذ أواخر العام الماضي، فإن الخروقات الميدانية المتكررة تهدّد بانهياره الكامل.

وقد يمثّل الاعتداء الأخير في بليدا نقطة تحوّل جديدة، إذ يعكس رغبة إسرائيلية في اختبار قدرة لبنان على الرد، وربما في توجيه رسائل عسكرية إلى حزب الله عبر استهداف رمزي لمؤسسات الدولة.

في المقابل، يسعى لبنان الرسمي إلى تفادي الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، مع التأكيد على حقّه في الدفاع عن أراضيه بكل الوسائل المشروعة.
ومع تزايد الضربات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية، يبدو أن لبنان مقبل على مرحلة أكثر توتّراً، خاصة في ظل غياب أي ضمانات دولية حقيقية لضبط الإيقاع الميداني.