بعد الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها العمال الأجانب في قطر، شهدوا العديد من الوعود الكاذبة والقرارات غير الفعالة الظاهرية لتحسين أوضاعهم، لتحاول الدوحة خداعهم من جديد، عبر إصلاحات وهمية.
وأظهرت البيانات والتصريحات الأخيرة محاولة قطر خداع العمال الهنود فيها، بعد تخفيض رواتبهم وحجب مساعدات السكن والطعام، فضلا عن أن عدد الشكاوى العمالية التي قدمها العمال الهنود قبل الإصلاحات وبعدها نفس العدد، بحسب صحيفة “نيوز مينت” الهندية
وأوردت الصحيفة الهندية أن قطر أقدمت على خداع العمال عبر عدة صور وتصريحات عبارة عن حبر على ورق، منها تشكيل لجنة تسوية المنازعات العمالية عام 2017، ومبادرات وهمية لرعاية العمال المهاجرين في 2018، آخرها الإعلان عن حد أدنى غير تمييزي للأجور ، وإلغاء شهادات عدم الممانعة (NoCs) عند نقل الوظيفة.
وأشارت إلى أنه وفقا لتحليل البيانات التي تم الحصول عليها من خلال قانون الحق في المعلومات (RTI) من السفارة الهندية في قطر، ثبت أنه لم تحدث تغييرات كثيرة حقيقية للعمال المهاجرين، بل إنهم لم يستفيدوا من هذه الإصلاحات، وتفاقمت أزماتهم مع انتشار جائحة فيروس كورونا.
وخلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، بلغ عدد الشكاوى العمالية المسجلة في السفارة الهندية 1712 شكوى، لتتضاعف نسبة الشكاوى بشكل بالغ خلال يوليو الماضي أثناء فترة غلق المعسكرات بالدوحة إبان انتشار كورونا.
وتنوعت تلك الشكاوى التي قدمها العمال للسفارة الهندية، ليصل منها 1200 شكوى من العمال يبدون فيها رغبتهم بالعودة إلى الوطن، بالإضافة إلى 323 شكوى بشأن إعادة رفات الموتى، فضلا عن 273 شكوى من عاملات المنازل جراء سوء المعاملة التي يتعرضون لها، و235 شكوى بخصوص الرواتب والمستحقات.
ويصل عدد الشكاوى التي قدمها العمال الهنود إلى سفارتهم بالدوحة إلى 10535 شكوى، بين عامي 2016 و 2019 ، تتنوع بين شكاوى بشأن الرواتب المعلقة ومشاكل العقود إلى السجن والعودة إلى الوطن.
وعلق على ذلك الأمر، هوبرتسون توم ويلسون، محامي حقوق المهاجرين المقيم في تاميل نادو، بقوله إنه: “من خلال تحليل البيانات ، أشعر أن الأمر قد يستغرق المزيد من الوقت لرؤية الإصلاحات تحدث على أرض الواقع”، مضيفا: “منذ عام 2016 ، تجاوز عدد العمال الهنود الذين يتقدمون بشكاوى 2000 قبل الإصلاحات أو بعد إصلاحات العمل التي أدخلتها حكومة قطر ، لا تزال هذه الأعداد الكبيرة تبعث على القلق، ويجب على جميع أصحاب المصلحة في هجرة اليد العاملة دراسة هذا بجدية”.