ذات صلة

جمع

تفكيك خلية حماس في برلين.. أوروبا تواجه الخطر الإخواني المتخفي تحت عباءة الدين

في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من تمدد التنظيمات...

غزة على أعتاب الهدوء.. العالم يترقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار

بعد شهور من المعارك المتصاعدة والمفاوضات المعقدة، دخلت الأزمة...

إلى أي مدى يعيق حزب الله الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان؟

منذ تأسيس حزب الله في لبنان، سعى الحزب إلى...

إقالة العميد نبيل عبد الله.. صراع “العائدات الخاصة” يفتح أخطر ملفات الفساد داخل الجيش السوداني

برزت قضية إقالة العميد نبيل عبد الله، المتحدث الرسمي السابق للقوات المسلحة السودانية، في أجواءٍ مضطربة يشهدها المشهد السياسي والعسكري السوداني، بشأن محور جدل واسع يدور حول الصراع على ما يُعرف بـ”العائدات الخاصة” أو الإيرادات غير الرسمية.

صراع جديد يهز المؤسسة العسكرية السودانية

وأشار المراقبون إلى أن هذا الصراع يعكس تناقضات داخلية عميقة بين قيادة الجيش، ممثلة في الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة، وبين بعض الضباط الذين يرفضون تسييس إدارة موارد الدولة، خصوصًا المساعدات الإنسانية والذهب الخام.

أبرز المعلومات حول “نبيل عبد الله”

شغل العميد نبيل عبد الله منصب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، ويُعرف بقربه من الإعلام والميدان، وقد برز اسمه في عدة مناسبات كممثل صوتي للجيش. وفي وقت لاحق، أُعلن أنه تم إعفاؤه وتكليفه بمهمات دبلوماسية في سفارة السودان بالقاهرة.. فما القصة؟

كل ما تريد معرفته حول “العائدات الخاصة”

يُستخدم مصطلح “العائدات الخاصة” أو الإيرادات غير الرسمية داخل الأوساط العسكرية للإشارة إلى موارد مالية واقتصادية تُدار خارج الميزانيات الرسمية، وتشمل المساعدات الإنسانية، والتعدين، والذهب الخام من مناجم تقع في مناطق النزاع أو تلك التي تحت سيطرة عسكرية، إضافة إلى موارد محلية قد تُسوَّق في السوق المحلي دون المرور بالقنوات الرسمية.
هذه القنوات غالبًا ما تشكّل مصدر دخل يُدار بيد جهات نافذة داخل المؤسسة العسكرية، وقد تشكّل أرضًا لصراع بين أطراف تسعى للسيطرة عليها.

ما هي الأسباب المحتملة لإقالة نبيل عبد الله؟

مع تزايد تدفق المساعدات الأممية إلى مدن مثل بورتسودان وكسلا، شكّل الجيش لجنة تنسيق لتوزيع هذه المواد — غذائية، وقود، مواد طبية — وبحسب تسريبات، لاحظ نبيل عبد الله وجود وسطاء وضباط يبيعون جزءًا من هذه المساعدات في السوق المحلي لصالح شخصيات مقربة من عائلة البرهان.
وعندما رفع ملاحظاته وتقاريره داخليًا في أغسطس 2025، واجه التجاهل، ومن ثم تم استبعاده من الاجتماعات، مما مهد لقطيعة داخلية بينه وبين القيادة القريبة من البرهان.
فالذهب يُعتبر إحدى أكبر الموارد التي يمكن أن تدخل ضمن العائدات الخاصة، إذ كان الجيش يدير، بالتعاون مع شركات أمنية تابعة له، عمليات استخراج من مناجم في نهر النيل ومناطق البحر الأحمر.

خلفية الأزمة بين نبيل عبد الله والبرهان

وفقًا لشخصيات مقربة من البرهان، بدا أن الأخير يسعى لحصر صادرات الذهب تحت شركة مملوكة لعائلته وأشقائه، لمنع التداخل مع شبكات المدنيين أو الضباط المستقلين. وعندما اعترض نبيل عبد الله في اجتماع مغلق على هذا التوجه، اعتُبر موقفه تمردًا إداريًا، مما أزعج الدائرة المحيطة بالبرهان.

ووفق مصادر، بدأ نبيل عبد الله بالتواصل مع ضباط شباب يرفضون سيطرة “عائلة البرهان” على إيرادات الدولة، وشرع بتسريب معلومات لصحفيين سودانيين عن وجود عمليات سوء إدارة للمساعدات والذهب.
هذا التصرف اعتُبر تهديدًا لهيمنة البرهان وأطرافه، فصدرت أوامر بإيقاف أي ظهور إعلامي لنبيل أو تصريحات دون موافقة القيادة. وبعد أيام، صدر قرار مفاجئ بإقالته من المنصب.

وأكد المراقبون أن مثل هذا الصراع الداخلي يُضعف مصداقية المؤسسة العسكرية أمام الشارع السوداني والعالم الخارجي، خصوصًا إذا ربط الناس بينه وبين اتهامات بالفساد أو استغلال المساعدات والموارد.
وربما يُنظر إلى إقالة نبيل عبد الله كإجراء لتكميم الأصوات الناقدة داخل المؤسسة العسكرية.

كما يعتبر بعض المراقبين أن النزاع بين نبيل عبد الله والبرهان يعكس صراعًا أعمق على موارد الدولة، وليس مجرد خلاف تنظيمي، ويذهب آخرون إلى أن محاولات البرهان لتجميع العائدات تحت نفوذ عائلته تشير إلى نمط حكم يقع في مصاف الإغراق في المحاصصات والاحتكارات داخل المؤسسات الأمنية.
وهناك من يرى أن إقالة نبيل جاءت لإسكات صوتٍ بدأ يصبح تأثيره إعلاميًا داخل الجيش، خصوصًا بين الضباط الأصغر سنًا.