في تصعيد جديد تجاه البرنامج النووي الإيراني، أعلنت الدول الأوروبية الرئيسية أنها ستعيد فرض العقوبات على طهران عبر ما يعرف بـ”آلية الزناد” أو “سناب باك”، في خطوة قد تعيد ترتيب خريطة القوى الإقليمية وتزيد التوتر في الشرق الأوسط.
ايران
يأتي هذا القرار في ظل تعثر مفاوضات دبلوماسية مستمرة منذ أسابيع بين طهران والقوى الأوروبية، والتي لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم ملموس بسبب رفض إيران تقديم تنازلات تراها مساسًا بسيادتها.
وأكدت مصادر دبلوماسية، أن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أبلغوا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنهم سيفعلون آلية الزناد الخميس المقبل.
وتتيح هذه الآلية إعادة جميع العقوبات الأممية على إيران دفعة واحدة، وهو ما يعتبر خطوة غير مسبوقة منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
مفاوضات بين طهران وأوروبا
وتأتي هذه الخطوة الأوروبية بعد جولة تفاوضية بين طهران والدبلوماسيين الأوروبيين انعقدت في جنيف، لكنها لم تُسفر عن أي اتفاقات أو التزامات محددة من جانب إيران، التي أكدت مصادر مطلعة أنها لم تقدم أي مقترحات ملموسة وأغلقت الباب أمام تمديد مهلة جديدة، ما سهّل الطريق أمام إعادة تفعيل العقوبات الدولية.
الاتفاق النووي
وقال دبلوماسي أوروبي بارز: إن “قادة الترويكا الأوروبية يرون أن إيران لم تلتزم بالمعايير المتفق عليها في الاتفاق النووي منذ سنوات، وأنها لم تتخذ خطوات جادة لمعالجة المخاوف الدولية بشأن برنامجها النووي”.
ومع ذلك، أشار الدبلوماسي نفسه إلى أن تفعيل آلية الزناد لا يعني نهاية القنوات الدبلوماسية، إذ تظل الدول الأوروبية منفتحة على المفاوضات مع إيران خلال الفترة التي تسبق دخول العقوبات حيّز التنفيذ.
نشاط إيران النووي
وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه القلق الدولي حول نشاط إيران النووي، خصوصًا بعد التقارير التي تحدثت عن تخزين طهران كميات كبيرة من اليورانيوم منخفض التخصيب، إضافة إلى التوترات المستمرة حول المفتشين الدوليين ووصولهم إلى المنشآت النووية.
البرنامج النووي
ويمثل غياب التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ الفترة الأخيرة تحديًا إضافيًا أمام المجتمع الدولي لمعرفة مدى التزام إيران بالمعايير الدولية للبرنامج النووي السلمي.
طهران
وبين شد وجذب دبلوماسي، تظل المنطقة على شفا مسار تفاوضي هش، وسط مخاوف متزايدة من احتمال الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة إذا استمرت طهران في رفض تقديم تنازلات، أو إذا تم تفعيل العقوبات بشكل سريع ومباشر.
اسرائيل
ويشير مراقبون، أن هذه الخطوة الأوروبية تشكل ضغطًا غير مسبوق على إيران لدفعها نحو موقف أكثر مرونة، لكنها في الوقت نفسه تزيد من التوترات الإقليمية، خصوصًا مع الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تتابعان عن كثب التطورات على صعيد البرنامج النووي الإيراني.
ويبدو أن أوروبا اختارت اليوم سياسة “الضغط على الزناد” كوسيلة لإعادة فرض السيطرة على ملف إيران النووي، في وقت لم تتضح فيه بعد انعكاسات هذه الخطوة على المفاوضات المستقبلية أو على الاستقرار الإقليمي، حيث تظل السيناريوهات مفتوحة بين استئناف مفاوضات هشة أو مواجهة مباشرة قد تغيّر المعادلات في الشرق الأوسط.