حققت الولايات المتحدة وأوكرانيا تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى اتفاق يمنح واشنطن إمكانية الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا.
خطوة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وفقًا لمصدر مطلع نقلت عنه وكالة “أسوشييتد برس”.
ويأتي هذا الاختراق بعد توترات حادة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث رفض الأخير توقيع مسودة الاتفاق التي قدمها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت خلال زيارته إلى كييف الأسبوع الماضي.
وأعاد رفضه مجددًا خلال لقائه بنائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس في ميونيخ، بحجة غياب الضمانات الأمنية.
وفيما واصل ترامب انتقاداته لطريقة تعامل كييف مع الملف، شهدت الأيام الماضية تقدمًا ملحوظًا عقب زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى أوكرانيا من قبل مبعوثه الخاص، الليفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوغ؛ مما مهد الطريق لإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي قريبًا.
لماذا تثير المعادن النادرة اهتمام واشنطن؟
وتمتلك أوكرانيا احتياطيات ضخمة من المعادن الأرضية النادرة، التي تشكل عنصرًا أساسيًا في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، مثل إنتاج السيارات الكهربائية، والهواتف الذكية، والصناعات الدفاعية، والطاقة المتجددة.
وتعد هذه المعادن، التي تشمل النيكل والليثيوم وعناصر أخرى، ضرورية لصناعات حساسة مثل أنظمة الصواريخ والأجهزة الإلكترونية المتطورة، ما يجعلها موردًا استراتيجيًا تسعى الولايات المتحدة إلى تأمينه، خصوصًا في ظل الهيمنة الصينية على هذا القطاع الحيوي.
الرهان الأميركي على موارد أوكرانيا
بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، تمتلك أوكرانيا نحو 5% من إجمالي الموارد المعدنية في العالم، وتحتل مرتبة متقدمة بين أكبر 10 موردين عالميًا، مع قرابة 20 ألف موقع للمعادن تغطي 116 نوعًا مختلفًا.
ويأتي هذا الاتفاق ضمن مساعي إدارة ترامب إلى ضمان بدائل موثوقة للمعادن الحيوية بعيدًا عن الصين، إذ سبق أن أعلن الرئيس الأميركي عن رغبته في تأمين إمدادات هذه الموارد، مشيرًا أن قيمتها قد تصل إلى 500 مليار دولار.
وفي ظل استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية، تبدو المعادن النادرة ورقة تفاوضية محورية في مستقبل العلاقة بين واشنطن وكييف، حيث تسعى الأخيرة إلى ربط الاتفاق بضمانات أمنية أميركية، بينما تضع الولايات المتحدة مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية على رأس الأولويات.