ما زالت قضية “حبيب أسيود” مسيطرة على الأحداث في طهران وتجذب أنظار العالم، لاسيما بعد ما أذاعه التلفزيون المحلي قبل ساعات، ليثير جدلاً ضخمًا.
ونشر التلفزيون الإيراني، منذ ساعات، تحت عنوان “اعترافات الرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، حبيب فرج الله كعب”، والمعروف في العالم باسم “حبيب أسيود”، الذي سلمته تركيا إلى الاستخبارات الإيرانية، في أكتوبر الماضي.
وخلال البث، اعترف كعب ضد نفسه ورفاقه بالعمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، بتنفيذ عمليات عسكرية وتفجيرات، بالإضافة لتورط مزعوم له ولقادة الحركة في الهجوم المسلح على العرض العسكري السنوي الإيراني الذي وقع في 22 سبتمبر 2018 في مدينة الأحواز، بينما أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته في حينه واعترفت أجهزة النظام نفسه بذلك لاحقًا وقتل فيه 5 مهاجمين.
وبث التلفزيون الإيراني تلك الاعترافات، وسط موجة من التنديد الحقوقي بشأن ما اعتبرته تكرار ظاهرة الاعترافات القسرية التي يتم إجبار المتهمين من المعتقلين السياسيين فيها تحت التعذيب.
وفي السياق نفسه، نددت منظمة “العدالة من أجل إيران” الحقوقية ومقرها لندن، ببث الاعترافات القسرية لأسيود على هذا النحو، معتبرة أنها تعد استمرارًا لنهج التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية لمجموعة واسعة من المعتقلين، بما في ذلك المدافعون عن حقوق الإنسان والصحفيون ونشطاء الأقليات العرقية والمعارضون السياسيون ومزدوجو الجنسية.
وسبق أن أصدرت منظمة العدالة من أجل إيران واتحاد جمعيات حقوق الإنسان (FIDH)، تقريرًا، بأكتوبر الماضي، مطالبين فيه المجتمع الدولي بالضغط على النظام الإيراني للتوقف عن استخدام الاعترافات القسرية.
ومن جهة أخرى، تثير قضية أسيود الجدل بشكل ضخم، ففي الوقت نفسه، كشف رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النوري، أن أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية اختطفت حبيب أسيود، واعتقلته للتحقيق معه في طهران.
وقال النائب الإيراني إن عناصر الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية نقلوا حبيب أسيود، من تركيا إلى طهران، مضيفًا أنه سينال أقصى العقوبة، على حد قوله.
فيما أكدت هدى هواشمي، زوجة حبيب أسيود، في مقابلات متلفزة وإذاعية، أن زوجها تم استدراجه إلى تركيا واعتقاله هناك ثم تسليمه من إسطنبول للاستخبارات الإيرانية.
وأعلنت وزارة الخارجية السويدية أنها على علم بما أكده أقارب حبيب أسيود، الذي يحمل الجنسية السويدية، حول اعتقاله في تركيا وتسليمه إلى إيران، مضيفة أنها لا تعلق حول القضية.
ولذلك نددت أحزاب إيرانية معارضة ومنظمات حقوقية بما وصفتها بجريمة خطف تركيا القيادي الأحوازي وتسليمه إلى إيران، وطالبت السويد بالتحرك لمعرفة مصيره.
ويأتي ذلك في ظل تصعيد إيران، خلال الأعوام الأخيرة، لعمليات اغتيال العديد من المعارضين على الأراضي الأوروبية وغيرها، بالإضافة إلى اختطاف بعض المعارضين، منهم الصحافي روح الله زم، والناشط جمشيد شارمهد.