يومًا بعد يوم تزداد سيطرة نظام الملالي الإيراني على قرار النظام الحاكم في قطر، وذلك منذ اندلاع أزمة المقاطعة العربية للدوحة، في تأكيد واضح على أن قطر أصبحت تنفذ أوامر إيران وتخدم مخططاتها في كل المجالات.
آخِر المواقف التي تكشف الارتهان القطري لإيران وصول وزير الطاقة الإيراني “رضا أردكانيان”، اليوم الاثنين، إلى العاصمة القطرية الدوحة لتسليم رسالة من الرئيس الإيراني “حسن روحاني” إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء.
وقالت الوكالة: إن المسؤول الإيراني “أردكانيان”، وصل للدوحة لتسليم رسالة لأمير قطر بالإضافة للقاء نظيره القطري “علي الكواري”، دون الكشف عن فحوى الرسالة، لكنها في الوقت ذاته أكدت أن من البرامج الرئيسية لوزير الطاقة الإيراني خلال الزيارة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتحضير لانعقاد الاجتماع السابع للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين إيران وقطر- المقرر عقده نهاية العام الجاري-.
حذر مراقبون من فحوى رسالة “روحاني” لتميم بن حمد في ظل الدعوة المشبوهة التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” للدول العربية، داعيًا إياهم للحوار بعد خسارة الرئيس الأميركي لماراثون الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال “ظريف” في تغريدة نشرها باللغة العربية عَبْر موقع التدوين المصغر “تويتر”: “رحل ترامب ونحن وجيراننا باقون. الرهان على الأجانب لا يجلب الأمن ويخيب الآمال”.
وأضاف: “نمد أيدينا إلى الجيران للتعاون في سبيل تحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا وبلداننا. ندعو الجميع إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات والتوترات. معًا لبناء مستقبل أفضل لمنطقتنا”.
ولذلك حذر مراقبون من فحوى الرسالة الإيرانية المرسلة إلى تميم بن حمد عبر وزير الطاقة الإيراني في ظل مُخططات إيران الجديدة التي كشف عنها “ظريف” في دعوته الأخيرة المشبوهة للحوار مع الدول العربية.
وأكد المراقبون، أن إيران تحاول استغلال عدم نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في محاولة لرسم سياسات ومخططات جديدة بدأتها بالدعوة للحوار مع جيرانها.
زيارة وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان للدوحة تأتي في ظل اتفاقيات اقتصادية مشبوهة بين إيران وقطر وبخاصة بعد الإعلان الأخير لشركة “بترو بارس” للنفط والغاز الإيرانية أنها ركبت جهاز حفر في حقل غاز مشترك مع قطر.
وبحسب وكالة “فارس” الإيرانية فإن “بتروبارس” هي شركة حكومية مسؤولة عن تشغيل حقل “بارس” الجنوبي الغازي، وأن الحفار يأتي ضمن المرحلة التطويرية رقم 11 بالحقل المشترك مع قطر وكل ذلك بهدف إنقاذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار إثر العقوبات المشددة التي اتخذتها إدارة دونالد ترامب على نظام الملالي.
كما تسعى إيران لعقد اتفاقيات اقتصادية أخرى مشبوهة مع نظام تميم بن حمد في الاجتماع السابع للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين إيران وقطر التي ستنعقد نهاية العام الجاري، وذلك عبر التحضير لذلك الاجتماع من الآن.