بعد استعدادات ضخمة بدأت منذ حوالي عام، بدأت رسميا اليوم، انتخابات الرئاسة الأميركية، لاختيار الرئيس رقم 46 للبلاد، من بين 6 مرشحين، في مقدمتهم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والسيناتور الديمقراطي جو بايدن، كونهم مرشحي الحزبين الأكثر قوة بالولايات المتحدة.
ويشترط على من يترشح لمنصب رئيس أميركا، أن يكون من مواليد الولايات المتحدة، وألا يقل عمره عن 35 عاما، وأن يكون مقيما في البلاد لمدة 14 سنة على الأقل، وأن يكون عنصرا فاعلا في السياسة الأميركية، وأن يكون نائبه من ولاية أخرى مختلفة عنه.
ويصارع الحزب الديمقراطي الليبرالي صاحب رمز “الحمار”، نظيره الجمهوري المحافظ صاحب رمز “الفيل” بشراسة هذه الانتخابات، والتي تتم عبر الاقتراع الشعبي ثم المجمع الانتخابي الذي يحسم الأمر.
ويتم اختيار الرئيس الأميركي، عبر عدة مراحل، لتكون أكثر انتخابات العالم تعقيدا، والتي تبدأ بتحديد كل حزب لمرشحه وإجراء انتخابات على مستوى الولايات الخمسين، ثم يتوجه اليوم الناخبون الأميركيون لصناديق الاقتراع، ولكن ليس لاختيار الرئيس مباشرة، بل لحسم الاقتراع من خلال المجمع الانتخابي والذي يتكون من 538 ناخبا، منهم 435 عضوا في الكونجرس “مجلس النواب” و100 عضو في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى 3 آخرين من مقاطعة كولومبيا، الذين يحسمون منصب الرئيس ونائبه.
ويأتي ذلك وفقا للتمثيل الانتخابي للولايات بالمجلس، حيث إنه لولاية كاليفورنيا، التي تعتبر أكبر الولايات الأميركية بعدد السكان، 55 مندوبا في المجمع الانتخابي، ولولاية فلوريدا 27 مندوبا، فيما أنه لولاية كارولينا الشمالية 3 مندوبين فقط.
ويجب على الفائز بمنصب الرئيس الحصول على 270 صوتا على الأقل من مجموع أصوات المجمع الانتخابي، حيث يتم اعتبار الولاية كدائرة انتخابية واحدة، بحيث إن المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية بغض النظر عن نسبة الأصوات الشعبية التي حصل عليها في تلك الولاية.
وتجرى الانتخابات وفقا لدستور 1787 الأميركي، بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة، من خلال المجمع الانتخابي الذين يعتبر أغلبهم غير معروفين للناخبين، ولاختيار رئيس البيت الأبيض الجديد ونائبه، يلتقي أعضاء المجمع في عواصم ولاياتهم، بعد التصويت، ويدلون بأصواتهم في أول يوم اثنين بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر، ويمكن لكبار الناخبين التصويت لأي من المرشحين الاثنين، بصرف النظر عن نتائج التصويت الشعبي، حيث إن الفوز بالتصويت الشعبي لا يعني حصد النتيجة، وسبق أن وصل 5 رؤساء للبيت الأبيض بتصويت الهيئة رغم خسارتهم بالاقتراع الشعبي، منهم جون كوينسي أدامز عام 1824، وجورج بوش الابن في عام 2000، ودونالد ترامب 2016.
الجديد بالانتخابات الحالية، هو التصويت البريدي، وهو ما فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد، خاصة في كونه كان مستخدما بالانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة، فخلال عام 2016، أدلى 21% من الناخبين عبر البريد، وهو ما كان محل انتقاد من الرئيس ترامب، الذي يراه سبيلا لتزوير الانتخابات، إلا أنه يعتبر تجربة جديرة بالخوض فيها وستظهر نتائجها قريبا للتأكد من فاعليتها ونجاحها.