باتت العلاقة بين إيران وميليشيات الحوثي واضحة للعين أمام العالم أجمع، وليست في حاجة للمزيد من الإثبات، ولكن هذه المرة هزت طهران أكبر فضيحة دبلوماسية في تاريخها، بعد أن تحول الدعم الإرهابي للميليشيات واتخذ شكلاً أبشع من ذي قبل.
اهتزت إيران خلال الساعات الماضية بفضيحة دبلوماسية مدوية، جراء تهريب سفير جديد لها لدى حكومة الميليشيا الإرهابية غير المعترف بها دوليًا، وهو ما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “سعيد خطيب زادة”، اليوم.
وقال “زادة”: إن السفير الإيراني الجديد وفوق العادة ومطلق الصلاحية، “حسن إیرلو” وصل إلى صنعاء، وسيقدم أوراق اعتماده للسلطات الحوثية غير المعترف بها دوليًا.
أثارت تلك التصريحات الجدل الكبير بالبلاد، حيث إنه جاء إعلان مفاجئ، دون الكشف عن طريقة وصول “إيرلو” إلى صنعاء، بينما كشفت مصادر بمطار صنعاء أنه تم تهريب السفير الإيراني بزعم أنه واحد من الجرحى الذين عادوا من سلطنة عمان إلى صنعاء الأربعاء الماضي، خلال عملية تبادل الأسرى الكبرى باليمن، وتحرير رهينتين أميركيتين من سجون الحوثي.
وأضافت المصادر أن إيران اتجهت لتهريب سفيرها الخاص باستخدام جواز مزيف، وإدراجه ضِمن كشوفات المصابين العائدين، لتمرير عبوره لليمن، من أجل تجنب أي لغط أو رفض دولي لذلك الموقف بهدف، إكساب الميليشيات الإرهابية جانبًا رسميًّا، رغم أنه لا تعترف بها أي دولة في العالم.
وشهدت اليمن الأسبوع الماضي أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية النزاع المروع فيها قبل 6 أعوام، بنقل إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين من “سيئون” رحلات على متنها 108 من المحتجزين، والعكس مع مئات السجناء في صفوف الحوثيين باتجاه صنعاء، وكذلك مطار أبها في جنوب السعودية.
وتمت العملية الضخمة لتبادل الأسرى برعاية الأمم المتحدة وتنظيم “لوجستي” من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث تشمل نحو 1080 أسيرًا من بينهم سعوديون وسودانيون كانوا محتجزين لدى الحوثيين، بينهم 15 جنديًا سعوديًا و4 سودانيين، في إجراء لبناء الثقة يهدف إلى تنشيط محادثات السلام.
وتم التوصل لعملية التبادل بعد محادثات واسعة في سويسرا الشهر الماضي، والتي تعتبر الأكبر منذ بداية الصراع الدامي على السلطة اليمنية، ومن المنتظر أن تستمر لعدة أيام مقبلة، حيث وافق الجانبان بمشاورات مسبقًا في السويد في ديسمبر عام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.
وأطلق المسلحون الحوثيون في اليمن سراح مواطنين أميركيين اثنين، بينما أرسلت عمان رحلتين جويتين إلى صنعاء لإعادة 250 يمنيًا من السلطنة ومن الخارج، امتثالاً للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان “هيثم بن طارق”.