على مدى حوالي 24 ساعة، تشتعل في سوريا حرائق ضخمة تسببت في خسائر فادحة بمساحات واسعة النطاق في أكثر من ٥٠ منطقة، بينما تواجه السلطات صعوبات بالغة في السيطرة على الأمر حتى الآن، والتي أكدت السلطات أنها ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
وفي ظل استمرار ألسنة النيران الضخمة التي زادت الرياح من مساحتها، كشفت مصادر أن تلك الحرائق مفتعلة من قِبل عناصر من إحدى الميليشيات الإرهابية بالبلاد، من أجل ترويع المواطنين والتسبب في حرب تجويع بسوريا.
وأضافت المصادر أنه تم تدبير وتنفيذ تلك الحرائق ليلاً، المعروف بأنه الأكثر برودة وجفافًا، في الأراضي الزراعية لإهلاك الحصاد الذي يعتمد عليه أغلب الأهالي في تلك المناطق للبيع والطعام، ما يعني ضياع ثرواتهم وممتلكاتهم، فضلاً عن ضعف الأدوات التي يعتمد عليها الأهالي أيضًا.
ورجحت أنه من الممكن أن يكون النظام السوري على علم بتلك الحرائق المفتعلة والتواطؤ مع فاعليها، حيث لم تحدث في المناطق الخاضعة لسيطرته من إدلب أو دمشق، موضحة أنه خلال الفترة المقبلة من المنتظر أن يبادر أحد الأطراف الخارجية بالتطوع زيفًا لوقف الحرائق من أجل كسب تعاطُف من المواطنين.
وبدأت الحرائق الضخمة، منذ منتصف ليل أمس، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، ما تسبب في أضرار كبيرة لحقت بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحراجية والبيوت البلاستيكية، وسقوط ضحايا وإصابة العشرات ونزوح العديد، وتدمير المنازل، وبدأت الحرائق من ريف اللاذقية وطرطوس وامتدت لجبلة، والقرداحة، والحفة، وحرف المسيترة، والفاخورة، والدالية، ومنظومة إطفاء الزراعة، ومصلحة الحراج، وغلمسية والبوادي وبنجارو بريف جبلة، وكلماخو وجبل العرين وقمين الفاخورة وبسيت بريف القرداحة.
وقال قائد فوج الإطفاء في طرطوس العقيد “سمير شما”: إن “هناك صعوبة كبيرة في السيطرة على هذا الحريق حيث أسهمت شدة الرياح وعدم وجود خطوط نار وطرق زراعية للوصول إلى تلك الأراضي، إضافة إلى وعورة المنطقة جغرافيًّا في ازدياد مساحة الحريق، مضيفًا أن “الوضع صعب، ونحن نسعى جاهدين من أجل السيطرة على الحريق ضِمن الإمكانيات المتاحة وبكل طاقتنا البشرية والآلية”.
وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، أمر بإقامة صلاة الاستسقاء غدًا السبت، طلبًا لنزول المطر ورفع البلاء وإخماد الحرائق، وكتبت وزارة الأوقاف السورية على صفحتها على “فيسبوك”: إن الدعوة لصلاة الاستسقاء ورفع البلاء التي تمت بتوجيه من الرئيس بشار الأسد، ستشمل جميع مساجد البلاد، وتأتي أيضًا “رجاء للطف والرحمة من الله الرحمن الرحيم”، كما وجه الدعوة ذاتها مجلسها الفقهي واتحاد علماء بلاد الشام، لإقامة الصلاة عقب صلاة الظهر.
كما طلب رئيس مجلس الوزراء المهندس “حسين عرنوس” من جميع الوزارات المعنية والجهات التابعة لها وفِرَق الإطفاء والدفاع المدني، تقديم الدعم والمؤازرة للمساهمة في إطفاء الحرائق المندلعة في أرياف محافظات حمص وطرطوس واللاذقية.
