في محاولات جديدة للتهدئة في السودان، أعلنت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك، تمديد الهدنة في السودان التي تنتهي ليلا لمدة 5 أيام إضافية، من أجل “السماح ببذل جهود إنسانية إضافية”.
والأحد، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية في بيان، استعدادها مناقشة إمكانية تجديد اتفاق وقف إطلاق النار مع الجيش السوداني.
ورحبت الرياض وواشنطن باتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد الاتفاق، الذي شابته العديد من الخروق على مدار الأيام القليلة الماضية.
وجاء ذلك بعد أن دعت السعودية والولايات المتحدة، بصفتهما ميسّرين لاتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد في السودان، إلى مواصلة البحث للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار.
وفي بيان، قالت وزارة الخارجية السعودية: “تدعو المملكة والولايات المتحدة بصفتهما ميسّرين لاتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى مواصلة النقاش للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار الذي سينتهي يوم 29 مايو.. مما سيسهل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني”.
وأضاف البيان: “في ظل عدم وجود اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الحالي، يظل من واجب الطرفين التقيد بالتزامهما بموجب وقف إطلاق النار قصير الأمد وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان”.
وبدأت الهدنة بين طرفي الصراع الاثنين الماضي ولمدة 7 أيام، لتأمين ممر آمن للمساعدات الإنسانية وقيادة محادثات أوسع نطاقا برعاية السعودية والولايات المتحدة.
وعقب ذلك قال سكان: إن الاشتباكات هدأت في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الثلاثاء، بعد اتفاق الجيش وقوات الدعم السريع على تمديد وقف إطلاق النار، لكن كان بالإمكان سماع دوي إطلاق النيران في بعض المناطق.
فيما قال المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان إدي روي، الثلاثاء، إن نحو 17 ألف طن متري من المساعدات الغذائية نُهبت منذ بدء القتال في البلاد قبل 6 أسابيع.
وطالت عمليات النهب والتدمير مصانع ومكاتب ومنازل وبنوكا ومقرات دبلوماسية في الخرطوم، التي تشهد انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، كما تعاني نقصا حادا في الأدوية والمعدات الطبية ونفادا في الإمدادات الغذائية.
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة: إنه رغم الهدنة التي مددت مرة أخرى ليل الاثنين، فإنها تكابد للحصول على موافقات وضمانات أمنية لتوصيل المساعدات وفرق الإغاثة إلى الخرطوم، وغيرها من الأماكن التي تحتاج إليها.
وفي آخر إحصائية لأعداد النازحين، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أن القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب في نزوح أكثر من 1.4 مليون شخص، ولجوء نحو 350 ألفا آخرين إلى دول الجوار، وقالت المنظمة: إن “الاشتباكات أجبرت أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان”، فيما فر نحو 320 ألفا آخرين إلى دول مجاورة مثل مصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا.
واندلع القتال في 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”. وقتل الصراع 863 مدنيا على الأقل، من بينهم نحو 190 طفلا، وأصاب أكثر من 3530 آخرين، وفقا لأحدث إحصائيات من نقابة الأطباء السودانية.
وأدى القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى انهيار القانون والنظام مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها، وتتناقص مخزونات المواد الغذائية والنقدية والاحتياجات الضرورية سريعا.
ويذكر أن هذا النزاع المسلح دفع الملايين إلى النزوح واللجوء، فيما تتخوف الأمم المتحدة من أن يمتد فتيل الأزمة إلى دول الجوار، لاسيما بعد أن فشلت عدة هدن سابقة في الاستمرار.
وأفادت الأمم المتحدة بأنها تلقت تقارير عن وقوع “أعمال عنف مروعة على أساس الجنس” في السودان في غمرة البحث عن الإمدادات الغذائية بسبب المعارك الضارية في أنحاء البلاد.
وأوضحت أن أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 46 مليونا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وأطلقت نداء لجمع 3 مليارات دولار لتمويل المساعدات، وأبلغت مجموعات غير حكومية سودانية عن وقوع مثل هذه الحوادث وسط أعمال الفوضى والنهب في الخرطوم.
ومنذ 15 أبريل الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية؛ ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع، وأسفر القتال الدائر منذ منتصف أبريل عن مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين وتعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف إلى الفرار.