أعلنت وزارة الخارجية السعودية، يوم الاثنين، أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدؤوا محادثات تمهيدية في مدينة جدة.
وقال بيان الخارجية السعودية، يوم الاثنين، إنه حثت السعودية والولايات المتحدة الطرفين على الانخراط بجدية في المحادثات، وذلك لتحقيق عدة أهداف، على رأسها تحقيق وقف فعال لإطلاق النار.
كما تهدف المحادثات إلى العمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية ووضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال العدائية، وشرع الطرفان في مراجعة إعلان التزام بحماية المدنيين وتيسير واحترام العمل الإنساني في السودان.
وتسعى أيضا المحادثات إلى بدء الطرفين أيضا مناقشة الإجراءات الأمنية التي عليهما اتخاذها من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، واستعادة الخدمات الضرورية بما يتفق وإعلان المبادئ.
كما أعربت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة عن ترحيبيها بالتزام الطرفين بتوجه بناء قائم على الاحترام المتبادل، وحثت كليهما على احترام وقف إطلاق النار القائم حاليا، والامتناع عن أي أفعال استفزازية على الأرض للحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات التمهيدية.
ومن المرجح أن تستمر المباحثات السودانية لأيام حتى الوصول لوقف فعال لإطلاق النار.
بينما لم تحرز مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان والمنعقدة في السعودية “تقدما كبيرا”، على ما أفاد دبلوماسي سعودي وكالة فرانس برس الاثنين.
وتابع: إنّ “وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة، كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة”.
وقال طرفا الصراع إنهما سيحاولان التطرق في المحادثات إلى الملفات الإنسانية فقط مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا حول وقف الحرب.
وتعتبر المبادرة الأميركية السعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب، وعرقل مسار خطة مدعومة دوليا للتحول إلى الحكم المدني بعد سنوات شهدت اضطرابا تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: إن محادثات “تمهيدية بدأت أمس السبت وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها”.
وسبق أن أعلن الجيش السوداني مساء أمس الأحد، أن “الموقف العملياتي مستقر” في جميع مدن البلاد، التي تشهد صراعا مسلحا بينه وبين قوات الدعم السريع منذ 3 أسابيع.
ورغم ذلك، تحدث الجيش عن “بعض المناوشات مع الميليشيا المتمردة (في إشارة إلى قوات الدعم السريع)، التي تتوزع في أجزاء من مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري)”.
وأعلن الجيش القبض على عدد من مسلحي قوات الدعم، وهروب مجموعة أخرى إلى غرب البلاد على متن 40 عربة.
ومنذ 15 أبريل الجاري، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية؛ ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع، وأسفر القتال الدائر منذ منتصف أبريل عن مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين وتعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف إلى الفرار.
وقال الجيش السوداني: إن القتال اندلع بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتها في الجزء الجنوبي من العاصمة، متهمة الجماعة بمحاولة السيطرة على مواقع إستراتيجية في الخرطوم، بما في ذلك القصر.
من ناحيتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في سلسلة من البيانات، الجيش بمهاجمة قواتها في إحدى قواعدها بجنوب الخرطوم، وزعمت أنها استولت على مطار المدينة و”سيطرت بالكامل” على القصر الجمهوري بالخرطوم، مقر رئاسة البلاد، وجاءت الاشتباكات مع تصاعد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة؛ ما أدى إلى تأخير توقيع اتفاق مدعوم دوليا مع الأحزاب السياسية لإحياء التحول الديمقراطي في البلاد.