يعيش السودان أوقات عصيبة منذ أن اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الجاري، فقد تسبب ذلك في مقتل المئات من السودانيين وإصابة آخرين بجروح، فيما عانى ملايين المواطنين من قلة المواد الغذائية بالتزامن مع الجوع.
ووصف خبراء أمميون الوضع الإنساني في السودان بالكارثي، بالتزامن مع تأكيد ليني كينزلي مسؤولة الاتصال في برنامج الأغذية العالمي، والمتحدثة باسم البرنامج في السودان، أن برنامج الأغذية العالمي يلتزم باستئناف عملياته في القريب العاجل ولكن بشرط توقف القتال أوّلاً لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، في حين أن الوضع يزداد سوءاً عما كان عليه قبل بدء الصراع المسلح.
يأتي ذلك وسط تحذيرات من تسبب الصراع في ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والوقود مع نفاد الأموال والإمدادات الأساسية، وتعطل الأنظمة المصرفية على نحو حال دون إمكانية تلبية المواطنين احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الطعام.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي يُقيّم حالياً الوضع الأمني في السودان ويحدد المواقع الأقل تقلباً، استعداداً لتقديم المساعدة.
وفي وقت سابق كان برنامج الغذاء العالمي لفت إلى أن ثلث السودانيين يواجهون شبح الجوع منذ العام الماضي، بسبب الأزمة الاقتصادية والصراع والصدمات المناخية وضعف المحاصيل وارتفاع أسعار الغذاء والوقود قبل الأزمة الحالية.
وفي السياق ذاته كشفت مصادر أن بضاعة بعض التجار أوشكت تماماً على النفاد، وذلك بسبب خوف المواطنين من استمرار الحرب، فأقبلوا على شراء السلع الغذائية بشراهة والتي كان منها الدقيق والبصل والزيت، كما تم إغلاق عدد من الأسواق بسبب الاشتباكات، والتي منها السوق المركزي جنوب الخرطوم وأسواق بحري وأم درمان والسوق العربي، ولم يستطع أصحاب المحلات جلب سلع جديدة أو فتح محلاتهم إلا بعد إيقاف إطلاق النار واستقرار الوضع وعودة الأمن.
وفي وقت سابق، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تعليق عملياته مؤقتًا في السودان بعد مقتل 3 من موظفيه في مدينة كبكابية بشمال دارفور، وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في بيان: برنامج الأغذية العالمي ملتزم بمساعدة الشعب السوداني الذي يواجه انعدام أمن غذائي شديد، لكن لا يمكننا القيام بعملنا المتعلق بإنقاذ الأرواح، إذا لم يتم ضمان سلامة وأمن فرقنا وشركائنا.
كما تسببت الاشتباكات أيضاً بانقطاع الكهرباء عن المواطنين وجعلهم يعانون من ذلك الأمر، ليس هذا فقط بل بعد عودتها شيئاً فشيئا، تم تعطل خدمة شراء الكهرباء لتغذية التيار الكهربائي بعدادات الدفع المقدم للمنازل سواء عن طريق منافذ البيع المباشر أو التطبيقات المصرفية؛ ما سيؤدي إلى قطع خدمة الكهرباء عن تلك المنازل تلقائياً.
والجدير بالذكر أن هناك عددا من السودانيين يقومون بحركة نزوح هائلة؛ إذ يفر المدنيون الذين يعانون من العواقب الوخيمة للعنف الدائر بحثاً عن الأمان، فيما اضطرت العديد من عمليات الإغاثة إلى التوقف.
وفر عدد كبير من اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، الذين كانوا يعيشون في السودان، خوفاً من القتال المستمر في البلاد.
ونزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، بسبب شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.