بعد أن كشفت مساعي التنظيم الدولي لتغيير المجتمع الأوروبي لجعله متوافقاً مع الشريعة، يلاحق تنظيم الإخوان المسلمين عالمة الأنثروبولوجيا في المركز الفرنسي الوطني للبحوث العلمية فلورنس بيرجود بلاكلر، بسبب المعلومات التي نشرتها في كتابها (الإخوان وشبكاتهم).
وحذّرت العالمة الفرنسية -التي وُضعت تحت حماية الشرطة بعد تعرّضها للكثير من التهديدات بالقتل- من أنّ تنظيم الإخوان المصنف في الكثير من الدول تنظيماً إرهابياً، يُريد تغيير المجتمع الأوروبي لجعله متوافقاً مع الشريعة، وفق ما نقل موقع (أخبار 24).
ويُعتبر الكتاب الصادر في مطلع 2023 مرجعاً عن جماعة الإخوان المسلمين وتأسيسها في أوروبا، ويُحدّد بدقة أسباب خطورة هذه الحركة وأساليبها وقيادتها للإسلام السياسي، كما أنّ الكتاب تعرّض بالمقابل لحملة انتقادات وهجمات إعلامية تحريضية وتهديدات قانونية من قبل بعض شخصيات الإسلام السياسي في فرنسا وأوروبا.
وأوضحت بيرجود بلاكلر أنّها حرصت بطريقة واقعية وموثقة على استكشاف أصل الحركة وأسسها العقائدية وتنظيمها وأساليب عملها، فضلاً عن أساليب التجنيد والتلقين التي تتبعها.
وشددت العالمة الفرنسية من أصل بلجيكي على أنّ هذا النوع الخاص من الإسلاموية الذي يُمثّله الإخوان المسلمون، لا يسعى فقط لغزو السلطة والدولة من خلال السياسة، ولكن أيضاً وقبل كل شيء من خلال الاقتصاد والثقافة. مُشيرة إلى أنّ الإخوان يُحاولون من خلال تغيير أساليبهم تمييز تنظيمهم عن الحركات الإسلامية الأخرى التي تقوم على المواجهة والتنافس مع الدولة بشكل مباشر.
كما شنّ العديد من الموالين للجماعة حملة إلكترونية شعواء على الكتاب والمؤلفة، وصلت إلى درجة توجيه تهديدات بالقتل لبيرجود-بلاكلر، وجاء في بعض التغريدات: “نريد إسكاتها، وترهيب أولئك الذين لديهم ميل للتحدّث حول الكتاب” وفقاً لما ذكرته محاميتها، دون تفصيل أصل أو محتوى تلك التهديدات المتواصلة.
وكانت بيرجود بلاكلر قد كتبت مقالاً في صحيفة لوفيغارو الفرنسية خلال شهر مارس الماضي، كشفت فيه أنّ الاتحاد الأوروبي يموّل جمعيات إسلامية، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، بمبالغ تصل قيمتها إلى عشرات الملايين من اليوروهات”.
وأشارت بلاكلر إلى أنّ تيار الإسلام السياسي استقر في بلجيكا لمدة 40 عاماً، في أعقاب هجرة قادته من دولهم الأصلية، مؤكدة أنّ جماعة الإخوان عملت على اختراق النسيج الاجتماعي للبلاد، واستغلال المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية التي تساعد الفقراء والمحتاجين، إلى جانب المؤسسات التعليمية، لاختراق المجتمعات.