تظل جماعة الإخوان بمحاولاتها في إيذاء الشعوب ومحاولة إفساد فرحتهم بمناسباتهم وشعائرهم الدينية، حيث حرمت الجماعة الشعب الليبي من فرحة عيد الفطر وتسببوا في انقسام حول موعده، عبر قيام مفتي الجماعة الصادق الغرياني، الذي تم عزله من منصبه كمفتٍ سابق بقرار من مجلس النواب، بالخروج والإعلان أن اليوم السبت هو يوم عيد الفطر المبارك، بينما أعلنت هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية الليبية أن أمس الجمعة هو أول أيام العيد.
فتسبب هذا الانقسام بين الجمعة والسبت في حيرة الليبيين وحرمانهم من فرحتهم بالعيد، ففي العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، لم يقوموا بالاحتفال بالعيد أمس الجمعة، وذلك بسبب تطبيقهم فتوى الغرياني بأن العيد السبت، بسبب سيطرته هو وقياداته الإخوانية على هذه المناطق، بالرغم من شهادة شهود برؤيتهم هلال شوال وأن العيد يوم الجمعة، إلا أن الغرياني أصر على فتواه بأن العيد يوم السبت.
ما تسبب في انقسام ليس فقط في الداخل الليبي، ولكنه وصل إلى داخل الأسرة الواحدة، البعض انساق وراء فتوى الغرياني وينتظر العيد السبت، والبعض سار كما قالت هيئة الأوقاف بأنه الجمعة.
فمنذ بداية الصراع بين حكومة باشاغا الحالية وحكومة الدبيبة المنتهية بسبب رفض الأخيرة تسليم السلطة للأولى واعتبارها أنها ما زالت في الحكم حتى الآن، والبلد أصابه الانقسام.
ويرى مراقبون أن ما فعله مفتي الإخوان في ليبيا يخالف إجماع الأمة الإسلامية بأن الجمعة هي أول أيام عيد الفطر، وأنه وضع البلاد في انقسام ديني بجانب الانقسام السياسي الذي يزداد بسبب فتواه.
وتعليقاً على ما حدث قال الإعلامي الليبي فتحي بن عيسى عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”: دول طوق طرابلس معيدين.. صارت طرابلس جزيرة منعزلة منفردة بالصيام خلافاً لتونس والجزائر وتشاد والسودان والنيجر ومصر وشرق ليبيا وجنوبها وتركيا، مستنكرًا ما قام بعمله مفتي الإخوان قائلاً: “كل هؤلاء الدول بعلمائها على ضلالة في شرع مفتي طرابلس الذي خالف منهجه عندما أقر في حال تعذر الرؤية في ليبيا” بحسب ما قال.
والجدير بالذكر أن الغرياني هو المفتي والشرعي لجميع التنظيمات المتطرفة في ليبيا منذ 2011، ولا يريد استقرار ليبيا، كما ساهم في العديد من المرات في سفك الدماء داخل ليبيا من خلال فتاويه وفي تأجيل الاستحقاق الانتخابي الذي كان مقررا في 24 ديسمبر 2021 من خلال التحريض ضد المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ودعوة أنصاره لاقتحام المفوضية ومنع إجرائها، وهو يتخذ الدين مطية لتحقيق أغراضه السياسية الخاصة أو الداعمة للدول التي تحركه.
وتكشف واقعة تحديد بداية أيام عيد الفطر، عن مخطط خطير لجماعة الإخوان تسعى لتنفيذه خلال الفترة المقبلة، عبر فرض رؤيتها على الجمع الليبي، وإفشال الانتخابات وتنصيب نفسها كحاكم ليبيا لأطول فترة ممكنة، باعتبار أن ليبيا تعد آخر أوراق التنظيم الدولي للإخوان في المنطقة بأسرها.