لا يزال حزب الله والقوى الشيعية التابعة له في لبنان يصرون على إيصال مرشحهم سليمان فرنجية، لرئاسة لبنان وحكم البلاد من خلال التحكم في قصر بعبدا، بالتزامن مع تحركات بعض الأحزاب الأخرى لإنجاح ميشال معوض في الانتخابات واستمرار دعمه رغم حصوله في جلسة الانتخاب الأخيرة على 37 صوتاً.
يأتي ذلك في ظل طرح الحزب التقدمي الاشتراكي لمبادرة تتضمن العديد من الأسماء ليس من بينها ميشال معوض، وذلك خوفًا من مواجهة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وحلفائهم في ظل رغبتهم في ترشيح سليمان فرنجية رئيس تيار المردة للمنصب، وذلك في ظل عدم اتفاق الأحزاب الأخرى على مرشح بعينه وعدم توافر حظوظ سليمان معوض في الترشح للمنصب.
وفي السياق ذاته آثار النائب اللبناني أشرف ريفي الجدل بشأن تفكير ميشال معوض الانسحاب من الماراثون الانتخابي، إلا أنه تراجع عن تلك الخطوة في ظل الضغط عليه من قبل بعض القوى السياسية والحزبية لاستكمال المسيرة حتى الوصول لسدة الحكم.
ويؤكد ميشال معوض، في الجلسات التي جمعته مع قادة بعض الأحزاب المعارضة لحزب الله والقوى الشيعية، بأن معركة انتخابات الرئاسة سياسية من الدرجة الأولى وليست شخصية، لذلك يفضل الانسحاب منها، إلا أنه تراجع بعد إقناع الأحزاب له بضرورة الاستمرار في المعركة والوصول إلى توافق بأنه المرشح الأوحد لتلك الأحزاب.
وهنا، شدد قادة الأحزاب المعارضة لحزب الله بأن “ميشال معوض” يجسد مواصفات المرحلة المقبلة التي يحتاج خلالها لبنان لرئيس يضعه على طريق الإصلاح والتغيير المطلوبين، وسط تأكيدات بأن تلك المرحلة استثنائية تتطلب مواصفات رئيس لا يخضع للأمر الواقع ويطبق الميثاق والدستور، ويحافظ على وثيقة الوفاق الوطني بروحيتها وحرفيتها.
ويتمسك محور الممانعة بشروط لا تتناسب يوماً مع طبيعة لبنان، وذلك عبر تزكية سليمان فرنجية، كرئيس للبلاد خلال الآونة المقبلة.
ويُخطط حزب الله للسيطرة على حكم البلاد وذلك عن طريق دعم المرشح الخاص بهم وهو سليمان فرنجية، رئيس تيار المردة، فيما يقف ضده مرشح القوات الحكومية اللبنانية وحزب الكتائب وحركة التجدد والمستقلين وهو النائب ميشال معوض، ولكن الأمر يزداد تعقيداً فيبدو أن المشهد سيظل كما هو عبر استمرار الشغور الرئاسي.
وكانت مصادر مطلعة أكدت أن نصرالله لم يتراجع عن ورقة فرنجية على رغم اعتراف أوساط مقربة من حلفاء حزب الله بأن البحث مستمر في العوامل التي قد تؤمن فرص نجاح مرشحهم، ومنها الإقليمية والدولية والداخلية، موضحةً أن الجمود الذي ما زال يسيطر على الاستحقاق الرئاسي طبيعي في ظل بقاء القوى السياسية على مواقفها، وأن فشل جلسات البرلمان في اختيار رئيس، أثبت عدم قدرة أي فريق على إيصال مرشحه من دون مشاركة الآخرين وهذا ما يستدعي ضرورة وجود آلية لتقريب وجهات النظر.