عادت المظاهرات الحاشدة مجدداً إلى إزعاج السلطات الإيرانية بالبلاد، إذ انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر أنه بالتزامن مع عيد ميلاد حميد رضا روحي، أحد ضحايا الاحتجاجات الأخيرة على مستوى البلاد، أقام أهالي طهران تجمعات احتجاجية في حي “شهر زيبا” وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام والمرشد خامنئي.
وجاء هذا التجمع رغم تواجُد القوات الأمنية في هذه المنطقة، حيث أظهرت الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود عناصر من الشرطة والأمن حول منزل حميد رضا روحي.
وسار المتظاهرون في شوارع شهر زيبا، مساء الأربعاء، ورددوا هتافات مثل “هذه الرسالة الأخيرة، هدفنا النظام بأكمله”، “هذا العام عام الدم، سيسقط فيه خامنئي”، حميد رضا، سنأخذ بثأرك”، و”حميد رضا لم يمت ..خامنئي هو مَن مات”، بحسب موقع “إيران إنترناشيونال”.
وفي المسيرات والتجمعات الاحتجاجية، مساء الأربعاء، في منطقة شهر زيبا، نُشرت صور لنساء وفتيات بلا حجاب يرفعن أيديهن ويهتفن “المرأة، الحياة، الحرية” و”الموت للديكتاتور”، كما تم نشر صور للهجوم والاشتباك بين رجال الأمن والشرطة مع عدد من المحتجين في شهر زيبا، وفي الأيام الأخيرة، نُشرت دعوات لحفل “عيد ميلاد” حميد رضا روحي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان حميد رضا روحي، 19 عامًا، طالب الهندسة المدنية بجامعة آزاد في شهرقدس، جنوب غربي طهران، قُتل بنيران مباشرة من قوات الأمن الإيرانية خلال مظاهرة الخميس 17 نوفمبر 2022 في منطقة شهر زيبا.
كما أُقيم تجمع مساء الخميس 29 ديسمبر 2022 أمام منزل حميد رضا روحي، وفي نفس اليوم أُقيمت مراسم الأربعين لهذا المتظاهر المقتول على الرغم من التضييق الشديد والأجواء الأمنية، بحضور عدد كبير من المواطنين الذين وقفوا أمام قبره في بهشت زهراء ووسط الشعارات المناهضة للنظام من الحاضرين.
هذا ونشر علي روحي، والد حميد رضا روحي، منشورا على إنستغرام، يوم أمس، وكتب: “يا بني في ليلة عيد ميلادك، هناك احتفال بعيد ميلادك، احتفال يكون حميد رضا هو المضيف والله سبحانه هو الضيف. احتفال كبير مثل القلوب الطاهرة لجميع أبناء وطننا إيران”.
يُذكر أن الاحتجاجات الأخيرة على مستوى البلاد في إيران بدأت بعد مقتل مهسا أميني على يد دورية الإرشاد في طهران، وانتشرت بسرعة إلى أجزاء كثيرة من البلاد.
ونشرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية تقريرا عن 200 يوم من الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام الإيراني، وأفادت بمقتل 537 مواطنا بيد عناصر الأمن، ويتضمن التقرير قائمة بأسماء المعتقلين المعرضين لخطر إصدار أو تنفيذ أحكام الإعدام ضدهم.
وأوضح التقرير أنه منذ نهاية سبتمبر الماضي وحتى الآن، أُعدم 309 أشخاص على الأقل في سجون إيران بتهم مختلفة، 180 منهم متهمون بجرائم تتعلق بالمخدرات، وانتقدت تقاعس المجتمع الدولي عن إبداء رد فعل مناسب، وأكدت أن النظام الإيراني يستخدم الإعدام كـ”أداة لترهيب المجتمع”، وأن الزيادة الكبيرة في عمليات الإعدام خلال الاحتجاجات العارمة في البلاد جاءت في هذا الإطار.
كما أظهرت الإحصاءات الواردة في التقرير أن إعدام المتهمين بجرائم غير سياسية تصاعد بشكل مفاجئ في الأسابيع التي تلت انتفاضة مهسا أميني، بحيث تم إعدام 164 شخصًا، بينهم متظاهران اثنان، خلال الأشهر الثلاثة والنصف الأخيرة من العام الإيراني (انتهى في 20 مارس الماضي).
كما نشرت منظمة حقوق الإنسان قائمة تضم 105 أشخاص مُعرضين لإصدار أو تنفيذ حكم الإعدام ضدهم، وحُكم على 19 شخصًا من المدرجين في القائمة بالإعدام في المحاكم الابتدائية، وبعض القضايا في مرحلة الاستئناف.