رغم أجواء شهر رمضان المبارك، وادعاءات الإخوان باتباع تعاليم الدين الإسلامي، إلا أنهم كثفوا نشاط لجانهم الإلكترونية بصورة ملحوظة، في محاولة لاستغلال رمضان من أجل تحقيق عدة مكاسب على رأسها الترويج لأفكار التنظيم، والتغطية على الخلافات التي تعاني منها الجماعة.
وهو ما أكده قادة سابقون في التنظيم فإن مهمة هذه اللجان في رمضان تتمثل في ثلاثة أمور، الأول الترويج لمظلومية الإخوان، الثاني هدم الدولة وتشويه الإنجازات والمشاريع القومية، الثالث استقطاب بعض الشباب وربطهم بأفكار الإخوان ليرددوها على صفحاتهم وبين رفقائهم فيما سموه التجنيد عن بعد كمرحلة تسبق التجنيد العضوي.
وأوضحوا أن الإخوان تتعامل مع شهر رمضان على أنه موسم للتجنيد أو لصيد فرائسهم الجديدة؛ إذ يعتادون على استغلال المناسبات والشعائر الدينية لخدمة الجماعة فكرًا وتنظيمًا، فقبل 30 يونيو 2013 (الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بهم من الحكم) كانوا ينشطون في المساجد، ويحاولون تجنيد الشباب البسيط المتدين بالفطرة لجذبه إلى صفوفهم، ويعتبرون أنّ مواسم العبادات هي منفذهم إلى قلوب وعقول الناس، وحولوها من مواسم للطاعات والتقرب إلى الله لمواسم للتجنيد واكتساب أتباع جدد.
وكانوا يعتمدون في ذلك مسبقا على تكثيف الحضور بمساجد بعينها، ثم التعرف على القائمين على المسجد من خطباء ومقيمي شعائر، وبعض وجهاء المنطقة من رواد المسجد والتعرف على نوعية الشباب المداوم على الصلاة والتقرب منهم لتجنيدهم، أما اليوم فوجدوا في عالم السوشيال ميديا ميدانًا جديدا متاحا لهم، وأول خطوة لهم هي إنشاء العديد من الصفحات سواء بأسماء وهمية أو صفحات تبدو ثقافية توعوية.
بينما الخطوة الثانية هي جذب العديد من العناصر لمتابعة الصفحة بما تقدمه من محتوى بسيط بعيدا عن الإخوان وأفكارهم، أما الخطوة الثالثة فهي استغلال أي حدث سياسي أو اقتصادي وترديد رسالة الإخوان التي قد تبدو بسيطة وتافهة وساخرة، لكنها مع صور أخرى ومع التكرار تكون صورة قاتمة عن الوطن والدولة والمجتمع، وفق القيادي السابق بالتنظيم.
ويحتاج الإخوان حاليا إلى التوسع في ضم مؤيدين لهم ليكونوا ظهيرًا مجتمعيًا لهم، فالشخصيات غير الإخوانية التي تنتمي إلى التيارات السياسية الأخرى، سواء كانوا ليبراليين أو يساريين أو حقوقيين، تقوم بخدمة كبيرة للإخوان بتمرير آراء وأفكار الجماعة الإرهابية للرأي العام عبر صفحاتهم الشخصية، إضافة لقدرتهم على نشر الكوميكسات التي تخدّم على أفكارهم من بعيد”.
ورغم الانشقاقات والانقسامات وتبادل الاتهامات بين جبهات الجماعة الثلاث، لكن يجمعهم الرغبة في الانتقام من المصريين، وهم لا يفوتون فرصة في إشعال الحرائق والانتقام من الشعوب التي رفضتهم واختارت الوطن.
وفي رمضان الجاري، تظهر بوضوح الأفكار المخربة التي يسعون لبثها في نفوس متابعيهم، على رأس هذه الأفكار المخربة إفلاس الدولة والانهيار الاقتصادي هدفهم زعزعة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، وتفكيك الانتماء الوطني، ليسهل لهم في مرحلة تالية، طرح أنفسهم كبديل لكل مؤسسات الدولة، وأن يصبح الانتماء للجماعة بديلا عن الوطن.
لذا فإن عناصر الجماعة في رمضان الحالي استغلوا الأوضاع الاقتصادية الصعبة العالمية، والتي تركت أثرها على المواطن المصري، فكثفوا أنشطتهم لخلق رأي عام بأن الوضع الاقتصادي متردٍ ومتدهور إلى أقصى حد وأن الحل هو ثورة جياع.
وفيما يخص طرق مواجهة الذباب والكتائب الإخوانية على منصات التواصل، أكد خبراء أن مواجهة رسائل الإخوان تحتاج إلى جهود مؤسسات المجتمع فيجب إنشاء متحف لجرائم الإخوان، وتنفيذ رحلات طلابية من مراحل التعليم المختلفة لزيارة تلك المتاحف وتوعية الشباب بخطورة تلك الجماعات على أمن وسلامة المجتمعات.
وأوضحوا أهمية تكوين وعي مجتمعي بخطورة التنظيم، وكشف أكذوبة الجماعة الدعوية والتربوية وأنها في النهاية لن تكون إلا جماعة مخربة وإرهابية، مع ضرورة كشف أساليبهم في الترويج لأفكارهم وفضح خطتهم لتجنيد الشباب.