يظهر للعالم يوما بعد يوم الوجه الآخر الإرهابي لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ليتضح أيضا عرقلتهم للتهدئة في اليمن وتفاقم معاناة شعب يكابد منذ سنوات جراء تلك الانتهاكات.
وهو ما كشفه رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور معين عبد الملك، خلال لقائه مع السفير الأميركي ستيفن فاجن والوفد المرافق له من وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إذ أكد أن وصف الوضع القائم بالتهدئة يجافي الواقع، مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي تقود حربا اقتصادية لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية.
وقال رئيس الحكومة اليمنية إن “هذه الحرب الحوثية تتمثل بداية باستهداف موانئ تصدير النفط الخام والتضييق على القطاع الخاص وقطع الطرق التجارية الرابطة، وغيرها من الإجراءات التعسفية، والتي تعمق معاناة اليمنيين”.
وأشار إلى التطورات الأخيرة على ضوء المفاوضات مع ميليشيا الحوثي بشأن ملف الأسرى والمختطفين، مجددا ترحيب الحكومة بما تم الاتفاق عليه، موضحا أنه يأتي “رغم أن الاتفاق لم يلبِّ الطموح بشأن الإفراج عن كل المشمولين بقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦ بما فيهم محمد قحطان والذي ترفض الميليشيا الإفصاح عن مصيره وغيره من القيادات، والمدنيين المختطفين منذ سنوات في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية”.
وتم خلال اللقاء مناقشة عدد من المستجدات على ضوء التطورات الأخيرة والجهود الرامية لإحياء مسار السلام في اليمن، والضغوط الأممية والدولية المطلوبة للتعامل مع استمرار تعنت ميليشيا الحوثي وعدم استجابتها بشكل جاد لجهود السلام، كما بحث الجانبان التقدم في مسار الإصلاحات الذي تنفذه الحكومة، والأوضاع الاقتصادية والإنسانية.
ودعا عبد الملك المجتمع الدولي، وخصوصا الدول الفاعلة في الملف اليمني وعلى رأسها واشنطن، إلى تكثيف الضغوط على ميليشيات الحوثي الإرهابية.
كما استعرض الطرفان التحديات التي تواجهها الحكومة ومستوى التقدم في مسار الإصلاحات العامة، والجهود المبذولة في تجاوز أزمة توقف تصدير النفط الخام والإيفاء بالالتزامات الحتمية وضمان استقرار العملة، داعيا إلى مضاعفة الدعم الدولي الاقتصادي للحكومة في هذا الجانب.
كما اعتبر عبد الملك في الزيارات المتكررة للمسؤولين الأميركيين رسائل دعم مهمة للحكومة والشعب اليمنيين في هذه الظروف، ونوه بالموقف الأميركي الداعم لمجلس القيادة وللحكومة، وللدعم الإنساني في مؤتمر تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة بما يقارب ٤٥٠ مليون دولار.
من جانبه، أشاد السفير الأميركي بجهود الحكومة في استقرار الأوضاع، وعبر عن تفهمه للتحديات التي تواجهها الحكومة والدور الذي تقوم به من أجل ضمان استقرار الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وأشار ستيفن فاجن إلى أن اتفاق الأسرى يعد إنجازا كبيرا منذ انتهاء الهدنة، معربا عن أمله في أن يمهد هذا الاتفاق لإنهاء معاناة المختطفين والمخفيين قسرا وعائلاتهم بشكل كامل، وجدد تأكيد استمرار واشنطن في دعم الحكومة والشعب اليمنيين، متوقعا أن تكون هناك تعهدات إضافية خلال الفترة القادمة للجانب الإنساني.