ذات صلة

جمع

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

انتهاكات وفواجع وتعذيب.. تقرير حديث يكشف أهوال وخفايا السجون الإيرانية في سوريا

مع تغلغل إيران المرفوض في سوريا، عبر ميليشياتها وجماعاتها المسلحة، دشنت نظاما فاشلا للحكم لصالحها، لذا صنعت شبكة واسعة من السجون والمعتقلات، تتركز في المحافظات التي تشهد نشاطاً إيرانياً متزايداً عسكريًا وأمنيًا، لذا جاءت دير الزور وحمص على رأس القائمة في عدد السجون المكتشفة فيها، تتبعها محافظة حلب ثم محافظة الرقة.

وكشف تقرير جديد أصدرته شبكة “نورث برس” أن الميليشيات الإيرانية كانت تعتمد في السابق على شبكة السجون السورية، ولكنها بدأت تعمل على إنشاء مرافق خاصة بها لاستخدامها كمعتقلات سرّية بعيداً عن أعين السلطات السورية وحلفائها، لا سيّما روسيا.

وأضاف تقرير شبكة “نورث برس” عن خفايا السجون الإيرانية وأسرارها في سوريا، معلومات عن أعداد هذه السجون وطبيعة ما يجري فيها من ممارسات تعذيب وترهيب، وموقف الدولة السورية منها.

ويعد أول سجن إيراني سرّي في سوريا هو سجن البادية، الذي أُنشئ في أواخر عام 2019، في أراضٍ زراعية خاصة وسط منطقة (الدوة الزراعية)، غرب مدينة تدمر بمسافة 18 كم، وقد بدأت الميليشيات الإيرانية العمل على بنائه بالتزامن مع مساهمتها في إعادة تأهيل سجن تدمر العسكري من جديد، ويتكون السجن من 3 أبنية تحوي 10 زنزانات، ويقع تحت سيطرة وإدارة كاملتين لميليشيات إيرانية، ويرأسه قيادي عسكري يُدعى جمعة الظاهر.

وأضاف التقرير أن هذا السجن يُساق إليه كل من يعارض الميليشيات المحلية والأجنبية التابعة لإيران، سواء في دير الزور أو في البادية، ولا يتبع السجن فروع النظام الأمنية، بل تمنع الميليشيات الإيرانية عناصر النظام من الدخول إلى السجن.

أمّا معتقل الرّملة في الرّقة، فقد أكد التقرير أنّ الميليشيات الإيرانية افتتحته عام 2021 في حقل غاز زملة في ريف مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، وينقسم إلى قسمين؛ قسم مدني وآخر عسكري، ويُفرج عن المدنيين فقط من خلال وساطة قبلية أو بكفالة بعد مبايعتهم إيران، كما يُسجن عناصر من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني أحياناً بسبب عدم الانضباط، ثم يُعاود انتشارهم، ويشرف على السجن جنرال إيراني، ويضم نحو 20 محققاً من جنسيات أجنبية.

بينمّا سجن الهنغار، فيقع في ريف حلب الجنوبي في جبل الواحة المطل على مدينة السفيرة، وقد أُنشئ بعد إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية قرب معامل الدفاع هناك، ويعتقد أنّ سبب تسميته هو تحويله من (هنغار لتخزين مواد البناء) إلى سجن.

وأشارت شبكة “نورث برس” في تقريرها إلى أن هناك عدة معتقلات إيرانية سرّية في سوريا؛ 3 منها في حمص وريفها، و3 في دير الزور، بالإضافة إلى واحد في تدمر، وأخرى موجودة في دمشق لم يتسنّ التأكد من مواقعها. وبحسب ما أفاده المصدر، جميعها محاطة بخنادق وسواتر ترابية وتخضع لحراسة مشددة.

وتتوزع هذه السجون بحسب المناطق على النحو الآتي: في دير الزور؛ في مطار المدينة وفي مطار الحمدان الزراعي، وفي البوكمال، والثالث في منطقة الميادين قرب مزار عين علي. أمّا الموجودة في حمص، فالأوّل في بادية السخنة، والثاني في تدمر، والأخير في حقل الزملة المهر.

وتشهد السجون الإيرانية أساليب تعذيب وحشية، تصل أحياناً إلى الطعن في القلب بسلاح حادّ، والجلد والصعق بالكهرباء والحرق بالنار، والتعنيف الجسدي واللفظ، غير أنّ النشطاء المتابعين للنفوذ الإيراني في سوريا يعتقدون أنّ عدد المعتقلات أكبر من ذلك بكثير، مشيرين إلى أنّ الطابع السرّي الذي يحيط بشبكة السجون الإيرانية منع الحصول على معلومات موثقة حول عددها الحقيقي والممارسات البشعة التي تتم فيها.

وفي محافظة دير الزور وحدها بلغ عدد المعتقلين المدنيين في السجون الإيرانية ما يقارب 530 شخصاً منذ بداية عام 2023 فقط، أي خلال شهرين ونصف الشهر. وعادة يتم الإفراج عن معظم المدنيين بعد فترة وجيزة من الاعتقال في حال دفعهم مبالغ مالية تصل أحياناً إلى (10) آلاف دولار للشخص الواحد. أمّا البقية، فيتم تحويلهم إلى سجون أخرى مثل سجن الهنغار أو البادية، وتكون التهم الموجهة إليهم شديدة الخطورة على أمن الميليشيات الإيرانية مثل الخيانة أو التجسس لمصلحة القوات الأميركية العاملة في سوريا ضمن التحالف الدولي لمحاربة (داعش).

وسبق أن كشف العديد من التقارير حول السجون الإيرانية في سوريا عن فظاعة ما يجري داخلها من أساليب تعذيب وحشية، تصل أحياناً إلى الطعن في القلب بسلاح حادّ، ويمكن أن يتعرض السجين للجلد والصعق بالكهرباء والحرق بالنار، والتعنيف الجسدي واللفظي، وفق شهادة لأحد المعتقلين السابقين في سجن مطار دير الزور العسكري.

spot_img