عقب مساعي الاتحاد الأوروبي باتخاذ قرارات جادة وحاسمة ضد إيران وإصدار حزمة العقوبات الخامسة، تصدح القارة العجوز بدعوات ومطالبات من الإيرانيين أنفسهم بمعاقبة طهران وتنفيذ تلك الخطوات ضد بلادهم التي تعج بالإرهاب والعنف والقيود.
وشهدت بروكسل مظاهرات الإيرانيين احتجاجًا على النظام الإيراني، وأيضًا لمطالبة الاتحاد الأوروبي بإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية، وتظهر مقاطع الفيديو توافد الكثير من الإيرانيين من مدن أوروبية مختلفة إلى بروكسل وتجمعوا أمام البرلمان الأوروبي.
وبحسب التقارير، طالب المتظاهرون بإدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية وإغلاق سفارات إيران في أوروبا، كما هتف المتظاهرون في بروكسل، باللغة الإنجليزية، بشعارات “الحرس الثوري إرهابي”، و”الموت للجمهورية الإسلامية”، ورُددت في المظاهرة هتافات “الموت للديكتاتور”، و”المرأة، الحياة، الحرية”.
بدوره، أعلن جوزيف بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، عن الموافقة على حزمة عقوبات “مهمة” ضد النظام الإيراني قبل الاجتماع مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وقال بوريل: “نحن نفرض عقوبات تتعلق بقضايا حقوق الإنسان بسبب تصرفات إيران ضد المتظاهرين واستخدام عقوبة الإعدام”.
كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى أن مجموعة من الإيرانيين المقيمين في شتوتغارت بألمانيا غادرت إلى بروكسل للمشاركة في هذا التجمع، وهتفوا: “أميركا، أوروبا، إما مع الحرس الثوري الإيراني وإما معنا”.
وفي مقطع فيديو يظهر أن مجموعة من الإيرانيين المقيمين في السويد توجهوا إلى بروكسل للمشاركة في مسيرة أمام البرلمان الأوروبي من أجل إعلان الحرس الثوري الإيراني كياناً إرهابياً.
وسبق أن شارك عضو في البرلمان الأوروبي، وعضوة في البرلمان السويدي، وعضو برلمان ولاية هامبورغ، في مؤتمر صحافي في العاصمة البلجيكية، مرة أخرى، وأكدوا على ضرورة إدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية للاتحاد الأوروبي.
وقال علي رضا آخوندي، عضو البرلمان السويدي، في المؤتمر الصحافي الذي عقد الأحد، إن “إعلان الحرس الثوري إرهابيا هو نهاية خط الجمهورية الإسلامية، لذلك يسعى النظام الإيراني والجيش السيبراني للنظام أن لا يكون تجمعنا كبيراً”.
وقالت ممثلة السويد في البرلمان الأوروبي، عبير السهلاني، في هذا المؤتمر الصحافي، إن “الحرس الثوري الإيراني هو سبب عدم الاستقرار في المنطقة ويؤجج الصراعات العسكرية”، وشددت السهلاني على أنه “خلافا لبعض الدعايات، فإن الطريق واضح جدا أمام الشعب”، وأضافت السهلاني: “إن إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب للاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى استقرار المنطقة”.
وقال دانيال إيلخاني بور، عضو برلمان ولاية هامبورغ، في هذا الاجتماع: “إذا لم يدعم السياسيون الأوروبيون إيران، فلن يتمكنوا من الحديث عن حقوق الإنسان لاحقًا. يمكن لأوروبا حتى أن تستثمر في مستقبل إيران اقتصاديًا”، وأضاف إيلخاني بور عن طلب إعلان الحرس الثوري إرهابيا: “إن إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب للاتحاد الأوروبي هزيمة كبيرة للنظام الإيراني وخطوة أولى من أجل حرية الشعب الإيراني”.
كما أعلن وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن، أمس الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على عشرات الإيرانيين، من بينهم قضاة، لدورهم في إصدار عقوبات الإعدام على محتجين، مضيفا: “القضاة والعاملون في السجن ومن يحكمون على الآخرين بالإعدام.. العشرات منهم ستُدرج أسماؤهم على القائمة”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة ضد طهران، تعد حزمة العقوبات الأوروبية هذه هي الخامسة منذ أكتوبر 2022، وكانت العقوبات السابقة قد طالت عدة مسؤولين إيرانيين، بينهم قائد “شرطة الأخلاق”، لضلوعهم في حملة القمع هذه.
والشهر الماضي، أعلن البرلمان الأوروبي بالأغلبية تبني قرار يدعو دول الاتحاد إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية، وذلك بعد تأييد رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في دافوس، إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
وطالب البرلمان الأوروبي بإدراج المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على قوائم العقوبات الأوروبية، ودعا أيضاً لإدراج جميع نواب البرلمان الإيراني على قوائم العقوبات الأوروبية، وذلك بحسب وكالة “فرانس برس”.
كما دعا البرلمان الأوروبي إلى إدراج ميليشيا الباسيج وفيلق القدس في قوائم الإرهاب الأوروبية، وكان النائب السويدي علي رضا أخوندي، حزب الوسط، هو من طرح هذه المبادرة التي لقيت إقبالاً من قِبل 117 نائباً أوروبياً.