يحمل أردوغان في طياته أشخاصًا يتكئ عليهم للوصول لأطماعه. ومن بينهم عدنان تانريفيردي الجنرال التركي المفصول من الخدمة العسكرية الذي وقع عليه اختيار أردوغان ليقود جيوشه الخاصة المكونة من آلاف المرتزقة لارتكاب جرائم بشعة في المنطقة العربية. فقد كان مستشاره العسكري سابقًا ولديه خبرة واسعة في جميع المهام المشبوهة والمشينة. وبذلك صار عدنان قاتلاً مأجوراً في سبيل تحقيق مساعي أردوغان الاستعمارية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية أفاد بأن عدنان لم يكن عسكريًّا كبيرًا في الجيش التركي؛ إذ إنه بعد تدرجه في القوات البرية حتى رتبة لواء، تم عزله من الخدمة في 1997 للاشتباه في ميوله المتطرفة، ليختفي ثم يعود ككاتب صحفي Akit قبل أن يؤسس بشكل مفاجئ، في عام 2012 شركة صادات SADAT الأمنية مع بعض الضباط الآخرين المفصولين من الجيش.
وأعلنت الشركة “صادات” أنها “تسعي لبناء تعاون دفاعي بين الدول الإسلامية من أجل مساعدة العالم الإسلامي على أخذ المكان الذي يستحقه بين الدول العظمى”، ومن خلال هذه الصورة توفر “خدمات استشارية وتدريبية”.
وفعليًّا، تقلدت “صادات” أدوارًا مشبوهة في سوريا لسنوات، من تدريب المتطرفين إلى إقامة المعسكرات التدريبية للمرتزقة السوريين في منطقة مرمرة مع اشتعال الحرب الأهلية في سوريا، وكان أحد المعسكرات يقع في قاعدة عسكرية تركية في منطقة جولكوك في كوكاي، أخذتها البحرية التركية في السابق كمركز تدريب، ما يؤكد أن هذه الشركة الأمنية تأسست بإشارة من الحكومة وباستطاعتها استخدام قواعد خاضعة للدولة.
ومع تطور الشركة تمكنت من امتلاك العديد من معسكرات التدريب وعلى رأسها من حيث الأهمية معسكر واقع في غابات ديار بكر؛ إذ يحوي المعسكر 3 مخازن مستخدمة لتدريب عناصر من تنظيمي داعش وحزب الله التركي على القتال والحروب غير النظامية ليعمّ الخراب في سوريا.
بدايةً من عدوان أردوغان على ليبيا ثبُت دور عدنان؛ إذ استند عليه أردوغان في تحقيق أطماعه الاستعمارية في ليبيا، ونتيجة لصعوبة نقل الجيش النظامي إلى هناك، وتوافر اللوجيستيات لدعمه، قام عدنان بتشغيل 5 آلاف مرتزق سوري بما فيهم متطرفون لهم سجلات إرهابية في ليبيا يعملون تحت قيادة صادات، للقتال إلى جانب حكومة فايز السراج.
وقام مرتزقة عدنان بارتكاب أشنع الجرائم منها النهب والاعتداء الجنسي والهمجية، ما زاد من فجوة الاستقرار الأمني في البلاد. ويشغل عدنان أدوارًا مشبوهة أيضًا؛ إذ يُتيح الحماية للنظام التركي، ويشارك في قمع منتقديه، ونشر أعمال العنف في الشوارع وقتل وترويع الأتراك، وذلك تحت ظل أردوغان.
وكان قد وظفه أردوغان، في أغسطس 2016، كمستشار عسكري له، عرفانًا منه بما يفعله من أجله، ولكن بعد تصريح مثير لعدنان ديسمبر عام ٢٠١٩ “بأن الوحدة الإسلامية ستتحقق عند ظهور المهدي المنتظر”، قام أردوغان بإقالته من منصبه صوريًّا، ورغم ذلك ما زال عدنان يؤدي دوره في حماية النظام، وأدواره المشبوهة في ليبيا وسوريا، وتدريبه وقيادته مجموعة من المرتزقة والإرهابيين.