شهدت تركيا أكبر زلزال عنيف منذ قرن، إذ ضرب زلزال بلغت قوته 7.9 درجة جنوب البلاد في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، وشعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، تسبّب في سقوط العشرات من القتلى والجرحى في تركيا وسوريا، لذا أعلنت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة التي تعني طلب مساعدة دولية.
كما تسبب الزلزال في انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج، ويساهم الجيش التركي في نقل الفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة.
ووفقا لآخر حصيلة، تسبب الزلزال المدمر في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، جراء الزلزال الذي وُصف بـ”أكبر زلزال تشهده تركيا منذ قرن على الأقل”، إذ أفادت وكالة الكوارث التركية بارتفاع عدد القتلى جراء الزلزال إلى 1014 شخصًا، فيما وصل عدد الجرحى أكثر من 5000 شخص.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال، الذي كان مركزه في جنوب تركيا، أنه أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ عام 1939، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “الأناضول”.
وأكد رجب طيب أردوغان أن جميع الوحدات والمؤسسات في البلاد في حالة تأهب بعد الزلزال العنيف.
وطلب وزير الداخلية التركي من المواطنين إفساح المجال لسيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ، مشددا: “نحن في حال تأهب وتم إرسال فرق البحث والإنقاذ للمناطق المتضررة.. والأولوية الآن للوصول إلى المحاصرين تحت الأنقاض”، داعيًا المواطنين إلى الكف عن استخدام الهواتف المحمولة.
كما قال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، خلال خطاب متلفز: “انهار أكثر من 1700 منزل”، مضيفاً أن أكثر الأحياء المتضررة كان حي كهرمان مرعش، حيث قُتل ما لا يقل عن 70 شخصاً.
وأعلن نائب الرئيس التركي استمرار عمليات البحث والإنقاذ في مدن كبرى عدة، مضيفا أن السلطات تعمل على تأمين إمدادات الغاز للمنازل والمخابز، فضلا عن إغلاق مطارات هطاي ومرعش وعنتاب، مضيفاً أن عدة دول عرضت إرسال مساعدات والأولوية للدعم الطبي.
وقال مسؤولون أتراك: إن العشرات لقوا حتفهم في تركيا جراء الزلزال، وأعلن حاكم إقليم عثمانية التركي عن انهيار 34 مبنى، فيما قال مسؤول أمني تركي: إن 17 مبنى انهارت في إقليم ديار بكر بجنوب شرق البلاد بعد الزلزال ووجود ناس تحت الأنقاض.
بينما وقعت أكثر من 66 هزة ارتدادية عقب الزلزال، وقد تضررت أكثر من 10 ولايات في تركيا جراء الهزة الأرضية العنيفة.
وقال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض: إن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات بالقرب من مدينة كهرمان مرعش بجنوب تركيا، بينما قال المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل إنه يجري تقييم احتمال حدوث موجات مد عملاقة “تسونامي”.
ويوجد دمار في حوالي 130 بناية في ولاية ملاطية بتركيا، وكذلك وجود دمار في عدد كبير من المباني في البلدات القريبة من الحدود التركية شمال سوريا.
وأظهرت صور بثتها محطة “تي. آر. تي” الحكومية وقوع أضرار بمبانٍ وتجمع الناس في شوارع تغطيها الثلوج.
وقال شهود: إن الزلزال استمر نحو دقيقة وحطم النوافذ وتسبب بأضرار مادية، وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مباني مدمرة في مدن عدة في جنوب شرق البلاد.
وشعر بهذا الزلزال سكان اليونان وقبرص وأرمينيا وقبرص والعراق وسوريا ولبنان ومصر. وتلت الزلزال هزات ارتدادية أقل قوةً.
فيما أرسل الاتحاد الأوروبي فِرَق إنقاذ إلى تركيا، على ما أعلن المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش، وكتب المسؤول الأوروبي في تغريدة: “إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعّلنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي، وتوجهت فِرَق من هولندا ورومانيا”.
وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا، وعرضت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا مساعدة السكان في المناطق المنكوبة فضلاً عن بلجيكا وبولندا وإسبانيا وفنلندا.
فيما أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن عددًا كبيرًا من المباني انهار في محافظة حلب، فيما قال مصدر في الجهاز الحكومي في حماة: إن عدة مبانٍ انهارت هناك. وقال شهود: إن الناس في دمشق وكذلك في مدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين خرجوا إلى الشارع سيرا على الأقدام واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن مبانيهم في حالة الانهيار.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية وفاة 371 شخصًا وإصابة أكثر من 1042 آخرين في البلاد، بمناطق سيطرة المعارضة السورية، جراء الزلزال القوي الذي وقع فجر اليوم ومركزه جنوب تركيا.
وقال الدفاع المدني السوري على “تويتر”: إن عشرات الضحايا والأشخاص عالقون تحت الأنقاض في شمال غرب البلاد نتيجة انهيار مبان بسبب الزلزال. فيما أفاد المرصد السوري بأن نحو 2000 مفقود ومصاب في المناطق المتضررة بشمال غرب سوريا.
وترأس الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لبحث تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد، متسبباً بسقوط مئات الضحايا وعدد كبير من الإصابات وانهيار وتصدع العشرات من الأبنية السكنية.
وأفاد بيان عن الرئاسة السورية بتقييم الوضع الأولي الراهن عقب الزلزال الكبير وتحديد المحافظات والمواقع الأكثر تضرراً والتي تركزت بشكل أكبر في محافظات حلب وحماة واللاذقية، وبناء على الواقع الراهن تم وضع خطة تحرك طارئة على المستوى الوطني تقودها غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة بالإضافة إلى فرق ميدانية على الأرض.