أثارت قضية مقتل الشاب اليمني “عبد الله الأغبري”، غضبًا عارمًا بين اليمنيين، حيث احتج المئات منهم، للمطالبة بتنفيذ القصاص بحق القَتَلَة، وتأتي هذه المظاهرات بالتزامن مع عقد محكمة بصنعاء، أولى جلساتها في القضية، فواجهت صنعاء مسيرة جماهيرية ضخمة للمطالبة بالقصاص من قَتَلَة الشاب “عبدالله قائد الأغبري”، في الواقعة المُشينة التي أشعلت الرأي العامّ اليمني. وهذا جراء نشر اعترافات أربعة من المتهمين بالجريمة البشعة، في ظل اتهامات للميليشيات بالتلاعب بهذه الحادثة التي هزت اليمن وأشعلت نيران المعارضة.
وشنت التظاهرة الكبرى من منطقة السبعين بصنعاء تجاه محكمة شرق أمانة العاصمة، التي أحيلت إليها القضية، وصولاً لمحل الهواتف المحمولة مسرح الجريمة الوحشية. حيثما اعتُدي على “الأغبري” لمدة 6 ساعات متوالية، حسب تسجيلات وثقت الجريمة، وتسعى ميليشيا الحوثي لدفن الجرائم التي يرتكبها عناصرها وقياداتها في صنعاء والمحافظات التي تخضع لسيطرتها، إلا أن التسريبات التي تُكشف بين الحين والآخر تُبين الفوضى الأمنية وازدهار العصابات الإجرامية، على الرغم من احترازات الميليشيا بعدم وصول الجرائم إلى وسائل الإعلام وعدسات الراصدين. وكان الشاب “عبد الله الأغبري” قد واجه التعذيب بطريقة بشعة من خمسة أشخاص حتى الموت في صنعاء قبل نحو أسبوعين تقريبًا، وفقًا لما أوضحه فيديو تداوله اليمنيون خلال الأيام الماضية. وصرحت نقابة المحامين اليمنيين تكليف فريق مكون من 11 محامياً للترافع عن قضية “الأغبري”.
واشتعلت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر ما يسمى “الإعلام الأمني” التابع لميليشيا الحوثي اعترافات المحتجزين الأربعة على ذمة مقتل “الأغبري”، بينما أُخفيت اعترافات المحتجز الخامس والمشارك الرئيسي بالجريمة. قبل أن يرضخ الحوثيون لضغوط الرأي العام فنشروا فيديو قصيرًا له لم يحوِ أي جديد. ونشر التسجيل ما ظهر أنها اعترافات مُتلاعَب بها وغير حقيقية، واكتفى المتهمون بالإقرار في اعترافاتهم المقتضبة بتعذيب الشاب، ولم يقولوا الأسباب المؤدية إلى ارتكاب الجريمة. وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين صرحت أنها أحالت خمسة من المتهمين بتعذيب الشاب حتى الموت، إلى القضاء، في إجراءات قضائية عاجلة.