وسط استمرار سياسة الاستفزاز التركي التي يمارسها “رجب طيب أردوغان”، ضد اليونان لتنفيذ مشروع التوسع في منطقة شرق المتوسط، لإعادة ترسيم الحدود البحرية والسطو على حقوق الغاز الجديدة التي تم اكتشافها في المياه الإقليمية التابعة حدودها لكل من اليونان وقبرص، دفع الأمر الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” لشن حرب سياسية على نظيره التركي أردوغان، وإعلان رفضه القاطع لسياسات الانتهاك التي يمارسها الأخير ضد سيادة اليونان وقبرص على مياههما الإقليمية.
ونتيجة تعنت الجانب التركي، يسعى ماكرون خلال تلك الفترة للحصول على إجماع دولي وليس أوروبي فقط، لاستخدام الضغط الاقتصادي والعسكري، لإجبار تركيا على وقف انتهاكاتها من خلال التنقيب عن الغاز في أراضي اليونان وقبرص.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “بلومبرج” الألمانية تقريرًا، عن مؤتمر “ميد 7” الذي عقد في كورسيكا، وضم كلاً من فرنسا واليونان وقبرص وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا، وحث ماكرون ممثلي الدول الحاضرة من ضرورة وضع “خطوط حمراء” واضحة لوقف الانتهاكات التركية للشرق الأوسط.
وأوضحت “بلومبرج”، أن المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، تسعى للتوصل إلى أرضية نقاش وتفاوُض بين تركيا واليونان، وحسب الصحيفة فإن تردُّدها في فرض العقوبات غير مفهوم، في ظل تحذيرات الاتحاد الأوروبي المباشرة بفرض عقوبات ضد تركيا في حال استمرار سياسة الانتهاك التي تهدد دول الاتحاد بالكامل.
يُذكر أن تركيا تسعى منذ فترة طويلة إلى إعادة ترسيم حدودها البحرية مع اليونان، لكن مزاعمها القديمة قد جمعت قوة جديدة في ضوء اكتشافات الغاز الأخيرة في شرق البحر المتوسط، وأصبحت تركيا أكثر عدوانية في التعدي على المنطقة.
كما يهدد الخلاف الدبلوماسي الآن بالتصعيد إلى حرب شاملة، حيث ينخرط البلدان في مناوشات عسكرية في منطقة متوترة بشكل متزايد من العالم، والتي تشمل ليبيا وإسرائيل ومصر وقبرص، وهي دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي، تتعامل أيضًا مع المطالب التركية.