يحاول تنظيم الإخوان العالمي البحث عن ملاذات آمنة بكل السبل، بين القارات السبعة من أوروبا لآسيا لكسر حالة التضييق والحصار العالمي عليهم، لذا يسعى هذه المرة لتهيئة الأوضاع في أفغانستان، إذ يزور وفد من قيادات التنظيم الدولي للإخوان أفغانستان قبل أيام.
والتقى الوفد قيادات بحركة طالبان، بينهم القائم بأعمال وزير الدفاع في حكومة طالبان الملا محمد يعقوب، ووزير الداخلية سراج الدين حقاني، والتعليم العالي محمد نديم، وعدد من المسؤولين الآخرين.
وكشفت مصادر عن أسباب وأهداف تلك الزيارة، حيث إن وفدا من قيادات جماعة الإخوان من مصر والسودان وفلسطين زار قبل أيام أفغانستان، وبالتحديد مدينة قندهار.
وتابعت المصادر أن “وفد الإخوان تحدث عن ضرورة السماح بتعليم الفتيات، وحث الحكومة بالعمل على منع فشل التجربة الإسلامية في أفغانستان”.
فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن وفد تنظيم الإخوان الدولي يريد “توسيع علاقاته مع حكومة طالبان، ويسعى أيضا لدعوة الدول الإسلامية للاعتراف بحكومة تصريف الأعمال في أفغانستان”.
وأشار القيادي الإخواني محمد الصغير، عقب اللقاء، إلى أنه تمت دعوة “الدول الإسلامية إلى إقامة علاقات مع إمارة أفغانستان الإسلامية، والاعتراف بنظامها رسميا ومد يد العون والتعاون معها”.
بينما اعتبرت المصادر أن ذلك يظهر صعوبة في لجوء الإخوان إلى أفغانستان في الوقت الراهن، في ظل تقطع السبل بقيادات الجماعة وسعيها لملاذ آمن، مرجعا ذلك إلى أن “العلاقة بين التنظيم وطالبان ليست في أفضل حالاتها في الظرف الراهن، في ظل عدم وجود توافق فكري بينهما”.
وأضافت: “الحركة الأفغانية لا تريد أن تقترب أو يكون لها علاقات مع حركات الإسلام السياسي مثل الإخوان في الظروف الحرجة الحالية، ولا تريد طالبان أيضا في نفس الوقت أن تكون ملاذا للتنظيمات الإرهابية”.
وهو ما يدل على رفض زعيم حركة طالبان هبة الله آخندزاده، قبل أيام، استقبال وفد رسمي يمثل “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” برئاسة أمين عام الاتحاد علي القرة داغي، بينما تردد أنباء عن هروب قيادات إخوانية من تركيا خلال الفترة الأخيرة في ظل تضييق السلطات على تحركاتهم، علاوة على غلق مكاتب ترتبط بالجماعة، وتنظيمات ترتبط بالإسلام السياسي في أنقرة.
وتعد أفغانستان إحدى الساحات المرشحة للجوء تنظيم الإخوان إليها نظرا للعديد من العوامل المتعلقة بالجماعة وطبيعة ظروفها وتحالفاتها، إضافة إلى الأوضاع في أفغانستان، وتعتبر علاقات جماعة الإخوان جيدة ووطيدة مع قادة تنظيم القاعدة، الذين تربطهم أيضا علاقات مع قادة طالبان، خاصة جناح شبكة حقاني، مضيفا “بدون شك، فإن هذه الجماعات سواء الإخوان أو تنظيم القاعدة تجمعها حالة واحدة وتشترك في أنها منبوذة دوليا”.
وسبق أن تحدثت وسائل إعلام محلية مصرية لزيارة الوفد الإخواني إلى أفغانستان، إذ قال المذيع المصري نشأت الديهي عبر برنامجه التلفزيوني إن هدف الزيارة غير المعلن، البحث عن ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية المطرودة من عدة دول أوروبية.