في ظل الصراعات الضخمة التي تشهدها صفوف جماعة الإخوان الإرهابية، ونهايتها سياسيا في المنطقة العربية والخلافات المتأججة بين جبهتي إسطنبول ولندن وعدم القدرة على اختيار المرشد الجديد، ظهر جانب جديد للخلافات من شأنه إشعال الأزمة بين أطراف التنظيم.
وظهر ذلك الفصل الجديد في الأزمة الإخوانية، من خلال البيان الذي أصدرته جبهة إسطنبول، الذي أكد فشل مفاوضات مع جبهة لندن، قادتها قيادات في التنظيم لطرح أي من الشخصيات البارزة في الجبهتين لتقود التنظيم في المرحلة المقبلة.
كما كشف البيان عن زيادة حدة الانقسام باتهام أعضاء من جبهة منير بشن محاولات حثيثة لتمزيق جسد الإخوان، إذ يرى الخبراء بحركات الإسلام السياسي أن البيان يؤكد على زيادة حدة الانقسام وتفتت الجماعة إلى جماعات صغيرة.
وتابعوا أن ما يحدث هو تناحر القيادات على السلطة داخل التنظيم وكل منها يرى شرعيته على جثة الآخر؛ ما يسرع في تشظي الجماعة إلى مجموعات صغيرة تفرغ الجميع من حولها، ما يشكل دعوة لمجموعة إبراهيم منير بالعودة في ظل تفتت الجماعة.
وأكد صعوبة توحيد الجبهتين سواء محمود حسين في إسطنبول أو أنصار إبراهيم منير في لندن، فكل منهما لها خلافات كثيرة مع الأخرى، مشددين على أنه حدثت أكثر من 6 محاولات للصلح بين الجبهتين ولكن هذا البيان يقر أن الانقسام قائم وأن فشل احتواء المجموعة الأخرى مستمر.
كما لفتوا إلى أن جبهة منير قاب قوسين أو أدنى من إعلان مسؤول جديد سواء صلاح عبد الصادق أو آخر ولكن من الوارد أن يكون القادم للتغطية فقط، ويقود من خلفه التنظيم السري كما كان في مصر، فضلا عن أن الجماعة ممزقة بشكل كامل خاصة بعد القبض على محمود عزت ومقتل محمد كمال؛ ما حوَّل الجماعة إلى مجموعات متفرقة.
كما يعتبروا أن البيان يؤكد زيادة حدة الانقسام بين أطراف الجماعة بشكل كبير، ومن ثَم زيادة الانقسامات في الجماعة بشكل حاد وفشل محاولات توحيد الجبهتين والقلق من جبهة الشباب “الكماليون” هي السبب في إصدار ذلك البيان الآن.
وأشاروا إلى أن معاناة الجماعة من الانقسامات تتزايد وسط الضغوط الدولية والمصالحات بين مصر وتركيا وقطر؛ ما شكل خطورة كبرى على التنظيم في إسطنبول، فضلا عن محاولة القائد الروحي للإخوان ومؤسس ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، قبل وفاته، الصلح بين جبهتي حسين ومنير ولكنه فشل نتيجة تمسك كل من الجبهتين بمطالبهم.
كما أن كلا من جبهة لندن وجبهة إسطنبول كل منهما لا يرى شرعية للآخر، وكذلك كل جبهة تُشكك في نوايا الأخرى وتنزع عنها شرعية الحديث باسم التنظيم والدين معًا.
وعن جملة “بل واﻷخطر من ذلك يبذلون محاولات حثيثة لتمزيق هذا الجسد”، أوضحوا أن الانقسام يزداد بين الجبهات فالقيادات التي تتناحر على السلطة داخل التنظيم، وكل منها يتهم الآخر باتهامات بعضها وصل للشرف وأنه يعمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية.
وظهر قلق جبهة محمود حسين الآن خاصة في ظل استقطاب الجبهة الثالثة كماليون، لافتا إلى أن الجبهات الثلاث تحاول ضرب الأخرى على أمل إعادة كسب الثقة في الشارع المصري بعد كشف حقيقتهم، فيما تعمل الجماعة الآن رغم الانقسامات الداخلية والحروب على زعزعة الاستقرار المصري بمحاولة شحن المواطنين ضد الحكومة مستغلين أزمة الاقتصاد.