ذات صلة

جمع

توتر ميداني في حلب.. اشتباكات عنيفة تعيد شبح الحرب إلى المدينة

عاشت مدينة حلب ليلةً مضطربة، بعدما تجددت الاشتباكات بين...

الحسن المراني.. صانع التحالفات الخفية بين الحوثيين وشبكات الإرهاب

في دهاليز جهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي، يبرز...

برلمانية فرنسية تدق ناقوس الخطر.: “تغلغل الإخوان يهدد القيم الأوروبية”

أعادت النائبة الفرنسية مارين مارشال فتح ملفٍ شديد الحساسية...

كيف مزقت الخلافات الداخلية تنظيم الإخوان وسرعت تفكك الجماعة الإرهابية؟

أزمات داخلية عاصفة ضخمة تفاقم الصراعات بجماعة الإخوان التي كتبت نهايتها السياسية في المنطقة العربية، ما يجعلها في مواجهة عواصف وأزمات، هي الأكثر خطورة، على مدار تاريخها الحافل بالمؤامرات والعنف وسفك الدماء، بعد أن وصل الأمر إلى قمة الهرم التنظيمي.

وتفاقمت في الآونة الأخيرة عبر التلاسنات وتبادل الإهانات وكشف الفساد بين جبهتيْ لندن وإسطنبول، خاصة بعد وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشدها العام، قبل أسابيع في لندن، فغياب منير عن المشهد، عن عمر يناهز 85 عاماً، أذكى الصراع الذي كان مشتعلاً من الأصل، في صفوف تلك الجماعة الدموية، منذ أن أعلنت السلطات المصرية في أغسطس 2020، القبض على محمود عزت نائب مرشد الإخوان محمد بديع، المقبوض عليه بدوره في مصر، والمدان بعدة قضايا إرهابية.

وعلى مدار العامين اللذين أعقبا القبض على عزت، الذي كان كذلك قائماً بأعمال المرشد العام لذلك التنظيم الإجرامي، اندلعت الحرب بين ما بات يُعرف بجبهتيْ لندن وإسطنبول على الإمساك بزمام «الإخوان». ففي ذلك الحين، أعلن إبراهيم منير من لندن نفسه قائماً بأعمال المرشد خلفاً لعزت، وهو ما رفضته الجبهة الأخرى، التي يقودها الأمين العام السابق للجماعة الإرهابية محمود حسين، بل واستصدرت قراراً بعزل منير من منصبه.
وبعد وفاة منير، أعلنت جبهة لندن اختيار القيادي الإرهابي محيي الدين الزايط، المحكوم عليه بالسجن في مصر لإدانته بالتورط في هجمات دموية، خليفة له بشكل مؤقت، وهو ما لم تُقر به جبهة محمود حسين، وعارضه كذلك فصيل منشق ثالث، يُطلق على نفسه اسم تيار التغيير، ويقول إنه لا يدين بالولاء، لأيٍّ من الجبهتيْن الأولييْن، ويرتبط ذلك التيار، الذي يتألف بشكل أساسي من الجيل الجديد من كوادر هذه الجماعة الدموية، بالقيادي الإخواني محمد كمال، الذي أسس ما يُعرف باللجان النوعية التابعة للتنظيم، والتي نفذت عمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة المصرية عقب إطاحته من السلطة عام 2013، قبل أن يُعلن عن مقتل كمال نفسه، في اشتباكات مع قوات الأمن في أكتوبر 2016.
وفي تصريحات نشرها موقع “جويش نيوز سينديكات” الإلكتروني الإخباري، قال خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة، إنه من غير المتوقع أن يُحسم الصراع بين هذه الأجنحة الثلاثة في أي وقت قريب.

فأثناء أول مؤتمر عام له عُقِدَ في أكتوبر الماضي، أعلن ذلك الفصيل، الذي يُطلق على المنتمين له أحياناً اسم الكماليون نسبة للقيادي الإخواني القتيل، بوضوح أنه لا يستبعد أي خيارات، بما في ذلك اللجوء للعنف، لضرب الاستقرار في مصر.
وفي الوقت الذي يفتقر فيه تيار التغيير لأي تاريخ تنظيمي، يجعل له الغلبة في الصراع المحتدم على قيادة تلك الجماعة الإرهابية، فإنه يعتمد على ما يحظى به من دعم من جانب الجيل الشاب الأكثر تطرفاً في صفوف الإخوان.

ويضفي ذلك، وفقاً للخبراء، مزيداً من الغموض، على مستقبل هذا التنظيم الإرهابي، خاصة إذا ما تم اختيار محمد البحيري، القيادي الإرهابي المسن الذي يعيش خارج مصر بدوره، خليفة لإبراهيم منير بالوكالة، وذلك بموجب القواعد المعمول بها بداخل الجماعة.