في ظل الأزمات والاحتجاجات الشعبية الضخمة التي تشهدها إيران، وتفاقم الغضب الشعبي تجاهها، يبدو أن النظام بات تسيطر عليه المخاوف والقلق ويتجه لاتخاذ خطوة بهدف تأمين عائلاتهم والمسؤولين البارزين في الدولة.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن النظام الإيراني دخل في مفاوضات مع فنزويلا تزامنا مع مواصلة القمع الدموي في الداخل من أجل إيواء مسؤولي النظام وعائلاتهم إذا تفاقم الوضع في البلاد وزاد احتمال الإطاحة.
وقالت مصادر بارزة في تصريحات لموقع “إيران إنترناشيونال” في خبر حصري: إن أربعة مسؤولين رفيعي المستوى من النظام الإيراني بزيارة فنزويلا في منتصف أكتوبر، وطلبوا من هذا البلد السماح لكبار المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم باللجوء إلى فنزويلا في حالة وقوع “حادث مؤسف في إيران”.
ويتزامن ذلك مع تزايد الضغوط الداخلية على النظام فيما تتواصل الوثائق المسربة من وكالة أنباء “فارس” المقربة من الحرس الثوري الإيراني.
وقالت مجموعة قرصنة إيرانية معارضة للنظام، تسمى “بلاك ريوارد” إنها “حصلت على وثائق ومعلومات بعد اختراقها وكالة أنباء “فارس” المقربة للحرس الثوري قبل أسبوع تفيد باعتقال 115 عسكريا لمرافقتهم الانتفاضة الثورية والاحتجاجات”. ويُظهر جزء من الوثائق المسربة من وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري، أن “1 % من جميع المعتقلين أثناء الاحتجاجات هم جنود حكوميون”. في غضون ذلك، وفقًا لصورة رسائل قصيرة والتقارير التي وصلت إلى “إيران إنترناشيونال”، مع استمرار عجز النظام عن قمع انتفاضة الشعب الثورية، طلب الحرس الثوري الإيراني من متقاعدي وعائلات وأنصار الحرس الثوري والباسيج مراجعة هذه القوة للمشاركة في قمع الاحتجاجات العامة لكن هؤلاء رفضوا المشاركة وامتنعوا عن الاصطدام مع الشعب.
وقال قائد رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني إن قادة الحرس الثوري استدعوا ألف عنصر من عناصره المتقاعدين لمواجهة الاحتجاجات، بسبب نقص القوات الأمنية، لكن لم يلب هذه الدعوة سوى 300 عنصر فقط، فيما رفض الباقون.
وتتوافق هذه المعلومات مع التسجيل الصوتي المسرب عقب اختراق وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري لاجتماع عدد من مسؤولي الإعلام الرسمي مع نائب قائد منظمة الباسيج، قاسم قريشي، والذين أعربوا عن قلقهم من إرهاق قوات القمع.
وأورد أحد الحاضرين في الاجتماع، أن خامنئي قال خلال لقائه مع قائد الشرطة الإيرانية، حسين أشتري: “حذار أن تفقدوا الثقة في أنفسكم”.
وطالب مسؤولو وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني في الاجتماع بزيادة رواتب القوات الخاصة للشرطة، وقالوا: “لا تأتينا أنباء جيدة عن أوضاع قوات الشرطة. إنهم متعبون ومستاءون. لا سيما بعد أحداث سيستان-بلوشستان”.