لا تتوقف المحاولات التركية الإخوانية لتمرير مخططات السيطرة على الدول العربية والإفريقية؛ ولذلك لا ينقطع الدعم التركي للإخوان، ومع سقطات الإخوان المتكررة في كبرى الدول العربية وإدراك رجب طيب أردوغان وحلفائه انكشاف أهدافهم الخبيثة، فضل الإخوان والأتراك نقل المعركة لدول أخرى عربية وإفريقية أقل صعوبة في السيطرة عليها كخطوة أولى لإقامة حلم الخلافة العثمانية المزعوم، ودائمًا ما يجد أردوغان وأتباعه وعي الشعوب يقف كحائط صد أمام مخططاته.
في موريتانيا الدولة العربية الإفريقية وقفت حشود ضخمة الجمعة الماضية أمام السفارة التركية معلنين رفضهم لتدخلات أنقرة المستمرة والمتواصلة في شؤون بلادهم وشؤون معظم الدول الإفريقية، مستنكرين إصرار الأتراك على دعم تيارات وجماعات متطرفة وعلى رأسهم تنظيم الإخوان البوابة الرئيسية والمفضلة لدى الأتراك لاختراق الأنظمة وزعزعة الأمن والاستقرار في الدول المستهدفة.
مخطط “أردوغان” وأتباعه أصبح واضحًا أمام الشعب الموريتاني، فأدرك الشعب أهداف أردوغان الثابتة في معظم الدول الإفريقية والعربية من رغبة في الاستيلاء على ثروات الشعوب والسيطرة على موارد البلد، حيث قرر الشعب الموريتاني الوقوف أمام المخطط التركي لاستخدام بلدهم كبوابة للعبور إلى الداخل الإفريقي وفرض سيطرته على كافة الدول الإفريقية مما يشكل تهديدًا واضحًا للبلدان العربية والأوروبية أيضًا التي تتأثر من المغامرات غير محسوبة العواقب لأردوغان، خاصة بعد الرفض الدولي لتصرفات الطاغية التركي في ليبيا وإشعاله المتكرر للأزمات بالإضافة لتوسيع دائرة الاعتداءات لتصل إلى اليونان وقبرص ومنطقة شرق المتوسط بالكامل.
مراقبون أكدوا أن التحالف الإخواني التركي أصبح يعتمد على سياسة واحدة في مختلف الدول، وهي السعي لزرع عناصر إخوانية في مفاصل الدولة للسيطرة عليها وتسهيل دخول وسيطرة الأتراك، ولذلك وجد أردوغان في إخوان موريتانيا وذراعهم السياسي “حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعروف إعلاميًا بحزب “تواصل” الطابور الخامس المناسب الذي من خلاله يستطيع أردوغان الاستيلاء على ثروات موريتانيا عَبْر تسهيل أدوات الاستثمار خاصة أن الأب الروحي لجماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة في موريتانيا محمد الحسن ولد الشنقيطي، يقيم في إسطنبول بالقرب من المركز الرئيسي لتنظيم الإخوان عالميًا، ليبدأ مخطط سريع بإنشاء ستار من الجمعيات الخيرية التركية لاختراق المجتمع الموريتاني وزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الأيديولوجية التكفيرية وزرع فكرة استقبال الاحتلال التركي على أنه خلافة إسلامية.
وفي أواخر 2019، ظهرت بعض التقارير الإعلامية التي سلطت الضوء على أن «أنقرة» تدعم الإخوان من خلال تهريب الأدوية المغشوشة لهم لنشرها في السوق الموريتانية، واستدلوا بذلك على وجود صيدلية تحمل اسم «أردوغان» تابعة لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية؛ ما يجعل إخوان موريتانيا يرفضون وقتها تطبيق السلطات الموريتانية لقانون الصيدلة الجديد الذي ينظم وضع حدّ الصيادلة وطريقة عملهم.
يُذكر أن تقارير إعلامية كانت قد كشفت العام الماضي عن سعي السلطات الموريتانية لوقف التدفق النقدي من قِبل تركيا وقطر لتمويل التنظيمات المتطرفة في موريتانيا وذلك بعد تحذيرات عديدة لخبراء سياسيين موريتانيين من وجود مؤامرات “تركية قطرية إخوانية” لزعزعة استقرار الدولة والسيطرة عليها قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضي لدفع جماعتها للسيطرة على الحكم.