في الوقت الذي تسعى خلاله جماعة الإخوان الإرهابية إلى تشويه مصر بكل الطرق وحشد أذرعها الإعلامية لبث سمومها، تتخذ تركيا عدة إجراءات لعرقلتها لأجل المصالحة مع القاهرة، وخاصة لوقف دعوات الجماعة لمظاهرات اليوم ١١ نوفمبر.
وفي خطوة تركية جديدة، قررت السلطات نقل إعلامي إخواني كانت عاودت احتجازه قبل أسبوع بتهمة التحريض ضد مصر إلى سجن على الحدود الإيرانية، في خطوة أثارت إشارات عدة بشأن قرب تسليمه إلى مصر أو ترحيله فقط.
وقررت تركيا ترحيل الإعلامي الإخواني حسام الغمري إلى سجن أغري بولاية أغري التي تقع بالقرب من الحدود الإيرانية بعد احتجازه لأيام والتحقيق معه وإدراجه على كوادر الإرهاب.
وكشفت مصادر تدخل قيادات إخوانية كبيرة بينهم أيمن نور القيادي المعارض المقيم في إسطنبول ومالك فضائية الشرق لدى السلطات التركية لإطلاق سراح الغمري، إلا أن القرار التركي الأخير أجهض كافة التدخلات والوساطات.
واحتجزت السلطات التركية الغمري مع عدد من المذيعين والإعلاميين التابعين لجماعة الإخوان إثر تكرار دعوتهم للتحريض ضد مصر والدعوة لما وصفوه بالحراك الثوري في مصر اليوم الجمعة، ثم أطلقت السلطات سراحه بعد تدخل القيادي الإخواني سيف عبد الفتاح المستشار السابق للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، إلا أنه رغم ذلك لم يلتزم بالتعليمات بعد خروجه ما اضطر السلطات التركية لمعاودة احتجازه ثم ترحيله.
وأفرجت السلطات التركية عن الغمري في ساعة متأخرة من ليل الأحد الماضي بعد احتجازه واستجوابه لمدة أقل من 72 ساعة بسبب نشاطه عبر مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على الاحتجاجات وإثارة الفوضى في مصر، لكنه أعلن أنه سيواصل الدعوة للاحتجاجات، مطالباً بدعم مطالبته بالإفراج عن نجله يوسف الذي أوقفته السلطات المصرية، الثلاثاء قبل الماضي، بسبب نشاطه في التحريض على احتجاجات 11 نوفمبر، بالتزامن مع مؤتمر التغيرات المناخية، الذي سينطلق في شرم الشيخ الاثنين وحتى 18 من الشهر ذاته.
وأدرجت السلطات التركية، الغمري، على كود «جي 78» الذي يدرج عليه الأشخاص الذين يشكلون تهديداً لأمن تركيا، وهو ما يعني إمكانية ترحيله من البلاد إذا واصل عدم الالتزام، حيث سبق التنبيه عليه، ثم وقف برنامجه رؤية على قناة الشرق، ومنعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي محرض عبر مواقع التواصل، لكنه لم يلتزم بذلك، ما دفع السلطات التركية للقبض عليه في المرة الأولى، ثم القبض عليه ثانية لإصراره على عدم الالتزام بالتعليمات.
وأضافت المصادر أن الغمري جرى التنبيه عليه بالتوقف عن التحريض على الاحتجاجات وإثارة الفوضى في مصر قبل القبض عليه في المرة الأولى، لكنه رفض وصعّد بشدة عبر البث عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد القبض على نجله في مصر، الذي كان مشاركاً أيضاً في الدعوات لاحتجاجات 11 نوفمبر، وأنه عقب الإفراج عنه رفض الانصياع أيضاً لتعليمات السلطات التركية، خشية أن يقال إنه تراجع عن موقفه تحت الضغط، وإن مصر نجحت في فرض السيطرة والحصار على معارضي النظام في الداخل والخارج.
ومنذ سبتمبر من العام الماضي، تسعى أنقرة للتقارب مع القاهرة، وقررت السلطات التركية إيقاف برنامج “رؤية” على فضائية “الشرق”، والذي كان يقدمه حسام الغمري، كما طالبت بمنع ظهوره مجدداً على شاشات أو منصات إعلامية من إسطنبول.
أتى ذلك على خلفية انتقاد الغمري السلطات المصرية خلال وفاة المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري السابق لمصر.