بعد الخسائر الفادحة التي يتلقاها الطرفان، والأزمات الطاحنة، بسبب تحركات الدول العربية والجيش اليمني، وفشلهم في هزيمة المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية رأسي المعركة، جنوبا وشمالا، لجأت ميليشيات الحوثي والإخوان إلى سلاح الشائعات، عبر شنّ حملة أكاذيب وادعاءات واسعة.
ومنذ أيام، تنتشر تلك الحملة الكاذبة بشكل واسع وعاصف بقيادة الطابور الخامس للإخوان، وذلك من أجل إثارة البلبلة في المناطق المحررة، وتحطيم معنويات أكبر قوى اليمن الفاعلة، بينما تنفي تصريحات المسؤولين في الانتقالي والمقاومة الجنوبية تلك الشائعات، التي تثبت خطورة عدوان الحوثي ومدى خبث حربه، كما تكشف أيضا الأقنعة الإخوانية وحسدها وغيرتها من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، وعيدروس الزبيدي بعد أن أصبح الإخوان مجرد ظاهرة صوتية في المشهد اليمني.
واستغل الحوثيون حالة اللاسلم واللاحرب باليمن في نشر عدة شائعات، منها العاصفة والعنيفة والوهمية المختلقة، والتي لا أساس لها على الأرض، على رأسها فرض “الإقامة الجبرية على نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي”، وزعم “سيطرة طارق صالح على قصر معاشيق ومطار عدن، بل كامل العاصمة المؤقتة”، وذلك لأجل استهداف المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية، وسعت لتشويه الثاني جنوبا وتصوير الأول شمالا كمعطل ومعرقل لتوافق اليمنيين.
وانتشرت تلك الشائعات من حسابات وهمية تدار غالبيتها من صنعاء، ويقف خلفها القياديان الحوثيان محمد عبدالسلام ونصر الدين عامر، الذي يدير “مركز الحرب الهجومية الإعلامية”، المخصص على مواقع التواصل الاجتماعي للميليشيات، وبدأ القيادي الحوثي محمد علي البخيتي الترويج لحملة الأكاذيب هذه من أجل إضفاء بعد دولي لها، ليظهر مضمونها المضلل بصمات حزب الله اللبناني، في بناء وتوجيه هذا النوع من الحرب؛ إذ يعتمد على تضارب المعلومات وتدني ثقافة الشارع اليمني.
وسعت ميليشيات الحوثي لنشر الشائعات، بهدف تحقيق نصر إعلامي وهمي على المجلس الانتقالي الجنوبي، كما سعى الإخوان إلى محاولة زرع الخلافات السياسية بين الانتقالي والمقاومة الوطنية لإضعاف تحالفهما الموثوق.
من ناحيته، نفى رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي صحة “الشائعات التي تروجها المطابخ المعادية حول وجود توتر في عدن، أو تحرك قوات المقاومة الوطنية من الساحل الغربي نحو عدن”.
يطالب السقلدي الرأي العام بـ”عدم الانجرار وراء أكاذيب إعلام الحوثي ومن على شاكلته”، أكد أن هذه الشائعات “ناتجة عن ضعفهم وفشلهم وحقدهم على العاصمة عدن منبع التحرير”، مضيفا: “بعد أن قطعنا أيديهم وأصبحت أقصر من أن تطال عدن، يريدون النيل منها بالشائعات الكاذبة، عدن بخير فلا تنجروا لكذبهم”.