محاولات لا تنتهي من النظام القطري لتخطي أزمة تفاقُم الانتهاكات ضدّ العمالة الأجنبية وخاصة المرتبطة بمشروعات منشآت كأس العالم 2022، المجتمع الدولي لم يتوقف عن توجيه انتقادات لاذعة للنظام القطري بشأن تورُّطه في زيادة نسب الانتهاكات ومعاناة العمال خاصة بعد تفشي وباء “كورونا” وإصابة الآلاف من العمال بسبب غياب معايير الرعاية الصحية وإجبار الآلاف على العمل دون إجراءات احترازية لضمان سرعة الانتهاء من المنشآت في مواعيدها المحددة.
من جانبها، أكدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن ملف انتهاكات العمالة الأجنبية في قطر يتضمن العديد من التفاصيل المؤسفة التي تؤكد أن النظام الحاكم في قطر لديه إصرار غير مبرر على عدم إجراء أي إصلاحات في هذا الملف رغم ما يبديه إعلاميًا لمحاولة تهدئة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.
وقال “حافظ أبو سعدة” الأمين العامّ للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان: إن قطر تدرجت في انتهاكاتها بشكل ملحوظ، حيث كان الحديث في البداية يدور حول ظروف العمل غير الملائمة والتي تسببت في وفاة أكثر من 700 عامل بسبب الظروف غير الإنسانية والعمل في درجات حرارة مرتفعة.
واتهم “أبو سعدة” النظام القطري بتزوير تقارير الطب الشرعي، وتم إدراج سبب الوفاة رسميًا بأنه هبوط حاد في الدورة الدموية حتى لا تحصل أُسَر العمال على تعويضات مناسبة، مضيفًا أن الجانب الآخر من الانتهاكات جاء بعد أن ظهرت شكاوى عن الظروف المعيشية غير الإنسانية، ليحاول النظام القطري وقتها خداع مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن طريق بناء بعض المباني وإيهامهم بأنه تم تحسين ظروف المعيشة، ولكن استمر الوضع كما هو عليه ولم يحدث ونجح النظام القطري وقتها في خداع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وذكر “أبو سعدة” أن التقارير الحقوقية الدولية فضحت أكثر من مرة الانتهاكات القطرية بحق العمالة الأجنبية والتي أصبحت تتنوع بشكل مفزع بين تخفيض الرواتب وعدم دفع أجر ساعات العمل الإضافية وعدم إعطاء إجازات للعمال والامتناع عن سداد الرواتب لفترات طويلة تتجاوز الـ 6 شهور بالإضافة إلى أماكن السكن التي لا تليق بالبشر وغياب الرعاية الصحية رغم الظروف الاستثنائية الخاصة بتفشي وباء “كورونا”.