لا يزال قمع الحريات يتصدر المشهد في إيران ضد كافة أطياف الشعب هُناك من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الملالي بالبلاد، وذلك في تأكيد على التوقعات التي كشفت أن طهران ستتجه للمزيد من التشدد اجتماعيا وسياسيا منذ تولي إبراهيم رئيسي رئاسة إيران.
وخلال الساعات الماضية اتخذت السلطات الإيرانية قرارًا بإيقاف أكثر من 300 شخص من الناشطين ضد إلزامية الحجاب بالبلاد، والتي تم إقرارها تجاه النساء في إيران عبر تغطية الرأس والعنق أياً كانت جنسيتها أو انتمائها الديني وذلك في أعقاب نجاح ما يسمى بالثورة الإسلامية في عام 1979م.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت تحركات عناصر الشرطة الأخلاقية وهي الفئة المكلفة بالتأكد من تطبيق القواعد الإسلامية حيث يتواجد هؤلاء في الشوارع طيلة الوقت ولهم صلاحيات عديدة منها دخول الأماكن العامة للتأكد من مسألة تطبيق الحجاب أم لا، حيث زاد دور الشرطة الأخلاقية منذ وصول “رئيسي” لسدة كرسي الرئاسة والذي دعا بدوره بعد فوزه بمنصب الرئيس إلى تطبيق قوانين الحجاب بشكل كامل.
واتخذت إيران سياسة صارمة ضد النساء مؤخرًا في ترويع لهم وتهديد بتطبيق قوانين الحجاب بشكل كلي، عبر عدة إجراءات منها منع النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب من استخدام المترو، بالإضافة إلى إغلاق 3 مقاهٍ في مدينة قم، جراء عدم التزام العديد من النساء بالحجاب، مع اعتقال العشرات من النساء جراء خرقهن للقانون في الشارع الإيراني.
وكشفت مصادر مطلعة أن السلطات الإيرانية ستطبق الفترة المقبلة ما يُسمى بقانون العفة والحجاب في الأماكن والمؤسسات الحكومية وسط تأكيدات بأن الشرطة الأخلاقية ستنفذ القانون بالتعاون مع أجهزة الأمن والاستخبارات، في توجه يكشف عن صرامة جديدة من السلطات الإيرانية في تطبيق القيود الاجتماعية.
وأوضحت المصادر، أن فتح ملف قانون الحجاب الإلزامي مرة أخرى وتشديد السلطات على تطبيقه سيكشف النقاب الفترة المقبلة على المزيد من القيود الجديدة التي ستفرضها إيران على الحريات في البلاد.
وستهدف تلك الإجراءات المزمع اتخاذها الحد من الحريات في إيران والتي قد تصل إلى منع المواطنين من تصفح مواقع التواصل الاجتماعي في إجراءات هدفها منع أي احتجاجات مرتقبة في الفترة المقبلة ضد نظام الملالي.
وفجَّر تطبيق قانون الحجاب الإلزامي جدلاً واسعًا في الشارع الإيراني عقب حدوث مشادات بين إيرانية وعناصر شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي وصلت إلى الاشتباك بالأيدي في أحد المحلات الشهيرة إلا أن الواقعة انتهت باعتقال مجموعة من النساء حينها.