تواصل الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الملالي حملة اضطهاد الأقليات في البلاد حتى اتخذت مؤخرًا اتهامات التجسس لإسرائيل كحجة لاستهداف أبناء الأقليات وشعوبها واعتقالهم.
وخلال الساعات الماضية، أعلنت السلطات في إيران اعتقال 12 شخصًا من أتباع الديانة البهائية التي تحظر إيران وجودها في البلاد، إلا أنها ادعت تفكيك ما أسمته بخلية مركزية لتنظيم البهائية تحت ستار أنهم عملاء للصهاينة بحسب بيان صادر عن الشرطة الإيرانية.
وفي الآونة الماضية اعتقلت أيضًا إيران 14 بهائياً في مدينة قائمشهر بمحافظة مازندران في اتهامات مماثلة تخص التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي والتي جاءت بالتزامن مع تأكيد الحكم بالسجن بحق 25 بهائيًا في محافظة فارس الإيرانية في أحكام وصلت إلى 83 عامًا.
ويُقدر عدد البهائيين في إيران بنحو 300 ألف، حيث يتواجد هؤلاء منذ القرن الـ19 وسط استهداف ممنهج لهم من قِبل إيران طوال الفترة الماضية.
وفي شهر يونيو الماضي اعتقلت إيران 3 أشخاص من محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وذلك بحجة تعاونهم مع الموساد لاستهداف قتل علماء نوويين إيرانيين.
وفي السياق ذاته يستخدم الملالي اتهامات التجسس مع إسرائيل مع الشعب الأحوازي وهو الإقليم الذي تحتله إيران منذ بداية القرن الماضي عبر الكشف عن ضبط خلايا تجسس بين فترة وأخرى لتسهيل اعتقال نشطاء الأحواز وشل قدرتهم على الاحتجاج ضد نظام الملالي.
وعلى الفور أعلنت طهران اعتقال شبكة تجسس ادعت أنها تعمل على جمع معلومات عن مراكز حساسة، تحت ذريعة تواصل الشبكة برئيس جهاز الموساد من خلال قائد إحدى الجماعات الانفصالية وذلك في إشارة لأحد القيادات الأحوازية الهاربة لخارج إيران، وذلك بهدف شرعنة استهدافه واعتقاله جراء اتهامات العمالة لإسرائيل.
كما تحارب إيران الأحزاب المعارضة بالإستراتيجية ذاتها عبر ادعاء وزارة الاستخبارات الإيرانية ضبط شبكة تجسس تتبع لحزب “كومله” الكردي الإيراني المعارض تحت ستار أنها كانت تنوي تفجير إحدى المنشآت الحيوية بمحافظة أصفهان، وسط نفي الحزب “كومله” الكردي الاتهامات حول ارتباط أعضائه بإسرائيل، في اتهامات هدفها الأول زيادة القمع الإيراني في كردستان واستهداف مُعارضي نظام الملالي داخل كردستان.
كل ذلك مع فشل إيران في إحباط قدرات إسرائيل في التسلل للداخل الإيراني وتنفيذ عمليات في قلب طهران وفي وضح النهار؛ حيث أنشأت تل أبيب منظومة واسعة النطاق في طهران تسمح لها بتنفيذ العمليات بكامل الحرية بدليل نجاحها في تصفية علماء وعسكريين إيرانيين ضمن أهدافها في الحد من المجال النووي والصاروخي والعسكري الإيراني.