لا تزال الأزمة السياسية مشتعلة في أفغانستان بقوة وبخاصة في ظل التطورات التي حدثت؛ حيث وجهت الشرطة الباكستانية، اتهامات لرئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، تقع ضمن بنود قوانين مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أن قام خان باتهام الشرطة والقضاء باحتجاز وتعذيب مساعده المقرب شهباز جيل، الذي احتجز بتهم التحريض على الفتنة، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وأكدت الشرطة الباكستانية في بيانٍ لها، أنه تم اعتقال شهباز جيل، أحد كبار مساعدي خان في وقت سابق من أغسطس، جراء إدلائه بتصريحات مناهضة للجيش الباكستاني في برنامج تلفزيوني، كما دعا ضباط الجيش لتحدي أوامر قادتهم، وهو الأمر الذي رأته القوات المسلحة الباكستانية تحريضًا ضد الجيش.
إلا أن عمران خان خرج وألقى خطاباً بين أنصاره، ولم يكتفِ بإدانه سجن شهباز جيل أحد كبار مساعديه، ولكنه قام بتهديد الضباط الذين قاموا بإلقاء القبض عليه، وكذلك القاضي الذي يتولى قضيته؛ ما جعل السلطات الباكستانية توجه تهماً له بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
وجاء في تقرير الشرطة، أن خطاب خان يتضمن تعليقات ترقى إلى محاولة متعمدة وغير قانونية لترويع السلطة القضائية وقوات الشرطة في البلاد.
وأعلن علي أمين غاندابور، الوزير السابق في حكومة حزب الإنصاف السابقة، في تغريدة له على تويتر: لو تم القبض على عمران خان.. سنستولى على إسلام آباد بسلطة الشعب، ودعا بعض قادة الحزب للاستعداد لجولة من الحشد الجماهيري، وذلك في رسالة تحذيرية من حزب عمران خان للنظام الحاكم الحالي في البلاد.
ونجح رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان في استقطاب آلاف الأشخاص إلى مسيراته في جميع أنحاء البلاد، ونجح حزبه في استغلال هذا التأثير لتحقيق بعض النجاحات الانتخابية، كما نجح الحزب في تحقيق انتصارات كبيرة في الانتخابات المحلية في مقاطعات البنجاب المليئة بالسكان.
وفي أبريل الماضي، قرر مجموعة من النواب في البرلمان الباكستاني التصويت لسحب الثقة من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي جلس على مقعد رئيس الوزراء لمدة 18 عامًا، بتهم فساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ولكن رفض رئيس البرلمان، فقام خان بالمطالبة بحل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة.
ولكن لم يمر يومان، وأصدرت المحكمة العليا في باكستان قرارًا بمخالفة خان للدستور لعرقلته عملية التصويت على سحب الثقة منه، وحل البرلمان ودعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وطالبت بانعقاد البرلمان الباكستاني مرة أخرى، وعاد وصوت أعضاء المعارضة البرلمانية مجدداً على سحب الثقة من رئيس الوزراء الباكستاني، وينتهي التصويت بنجاح المعارضة الباكستانية في سحب الثقة من خان.
وفي هذا السياق، فإن عمران خان هو نجم رياضة الكريكيت، واشتهر بخطاباته الحماسية أمام أنصاره، وأنه ظل منتقداً للحكومة والجيش بعد سحب الثقة منه.
وبذلك تشتعل الأزمة السياسية من جديد في باكستان وتصل إلى طريق مسدود في ظل التهديدات التي تصدر بين الحين والآخر سواء من قِبل خان وحزبه وأنصاره أو الحكومة الباكستانية.