ذات صلة

جمع

معاناة كبرى.. بـ”الأسماء” أبرز قادة حزب الله المستهدفين خلال أشهر

في ظل تصاعد التوترات والحرب المستمرة بين حزب الله...

هل يهدف السنوار لإشعال الحرب بين إسرائيل وحزب الله لتوحيد ساحات القتال؟

بعد الإعلان عن صفقة الخروج الآمن المقترحة من إسرائيل،...

من هو إبراهيم عقيل القيادي في حزب الله الذي استهدفته إسرائيل؟

في هجمة جديدة غير متوقعة، شن الجيش الإسرائيلي غارة...

هل تُراقب مواقع التواصل الاجتماعي المستخدمين؟.. تقرير أمريكي يكشف مفاجأة

يتساءل جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار عمّا إذا...

مَن هو شينزو آبي؟.. أول رئيس وزراء يتم اغتياله في اليابان

طلقة نارية غادرة أنهت مسيرة واحد من أهم رؤساء وزارات اليابان لتسجل أول حالة اغتيال بالبلاد منذ الثلاثينيات، إذ توفي رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي، عن عمر ناهز 67 عامًا، متأثرا بإصابته برصاصة أثناء إلقائه كلمة في مدينة «نارا»، غرب البلاد، حيث اخترقت رصاصة قلبه ونُقل رئيس الوزراء الأطول خدمة في البلاد حتى استقالته في عام 2020، إلى المستشفى بطائرة هليكوبتر بعد الهجوم، ليتم إعلان خبر وفاته.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن عملية اغتيال شينزو آبي هي أول عملية اغتيال لرئيس وزراء ياباني حالي أو سابق في التاريخ الياباني منذ أيام ما قبل الحرب العسكرية في ثلاثينيات القرن الماضي.

ونشرت وسائل إعلام يابانية لقطات من خطاب رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي إذ توقف بسبب انفجارين قويين، أعقبه سقوطه على الأرض بعد الطلقة الثانية، وقالت خدمات الطوارئ إنه أصيب في الجانب الأيمن من عنقه والترقوة اليسرى، وكان في حالة سكتة قلبية عندما نُقل جوًا إلى المستشفى، وبعد لحظات من إطلاق النار، تمكن الأمن من القبض على قاتل شينزو آبي.

وزاد البحث عن شينزو آبي بعد الحادث الأليم الذي تعرض له، إذ وُلد عام 1954 في العاصمة اليابانية طوكيو، وينتمي لعائلة سياسية بارزة؛ حيث تولى جده كيشي نوبوسوكي منصب رئيس وزراء اليابان من 1957 إلى 1960، وشغل عمه الأكبر ساتو إيساكو نفس المنصب من 1964 إلى 1972، وبعد تخرج شينزو آبي في الجامعة عام 1977، انتقل آبي إلى الولايات المتحدة، وهناك درس العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وعام 1979 عاد إلى اليابان وانضم إلى شركة “كوبو ستيل” المحدودة.

بعد ذلك أصبح شينزو آبي ناشطًا في الحزب الليبرالي الديمقراطي (LDP)، وفي عام 1982 بدأ العمل كسكرتير لوالده، آبي شينتارو، الذي كان وزير خارجية اليابان آنذاك، وفي عام 1993، فاز بمقعد في البرلمان، وشغل بعد ذلك سلسلة من المناصب الحكومية، وحاز على الكثير من الدعم لموقفه المتشدد تجاه كوريا الشمالية، خاصة بعد أن كشفت بيونج يانج في عام 2002 أنها اختطفت 13 مواطنًا يابانيًا في السبعينيات والثمانينيات.

كما أشرف آبي الذي كان حينذاك نائب رئيس مجلس الوزراء، على المفاوضات اللاحقة. في عام 2003 بين بيونج يانج وطوكيو، ثم تم تعيينه أمينًا عامًا للحزب الليبرالي الديمقراطي، قوة آبي السياسية أجبرت رئيس الوزراء وزعيم الحزب الليبرالي كويزومي جونيشيرو على ترك منصبه في عام 2006، ليتولى لاحقًا آبي كِلا المنصبين، ليصبح آبي أول رئيس وزراء في البلاد يُولَد بعد الحرب العالمية الثانية وأصغرهم منذ الحرب.

مع توليه رئاسة الوزراء وعد آبي بمراجعة دستور ما بعد الحرب في اليابان، للحد من القيود الصارمة على جيش البلاد في الشؤون الداخلية، وأيضًا بتعزيز أنظمة المعاشات والتأمين الصحي في البلاد، لكن واجه الحزب العديد من الأزمات وفقد في يوليو 2007 أغلبيته في مجلس الشيوخ، ليعلن آبي بعد ذلك استقالته، وخلفه فوكودا ياسو.

بعد الاستقالة احتفظ آبي بمقعده في مجلس النواب في البرلمان لكنه ظل هادئًا سياسيًا لعدة سنوات، خاصة بعد أن سيطر ائتلاف بقيادة الحزب الديمقراطي الياباني على الحكومة في عام 2009، ثم تم انتخاب آبي مرة أخرى زعيمًا للحزب الديمقراطي الليبرالي في سبتمبر 2012، وكان من أبرز خطواته زيارة ضريح ياسوكوني في طوكيو، وهو نصب تذكاري لقتلى الجيش الياباني يتضمن أفرادًا أُدينوا بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي العام نفسه حقق الحزب الليبرالي الديمقراطي فوزًا ساحقًا في انتخابات مجلس النواب في ديسمبر 2012، ثم وافقت الأغلبية الساحقة من الحزب الديمقراطي الليبرالي في المجلس بأغلبية ساحقة على أن يكون آبي رئيسًا للوزراء، ليتلقى دفعة سياسية كبيرة في انتخابات يوليو 2013 لمجلس الشيوخ في البرلمان، عندما فاز مرشحو الحزب الديمقراطي الليبرالي وحلفاؤه في حزب “كوميتو” الجديد بعدد كافٍ من المقاعد لضمان الأغلبية في ذلك المجلس.

وفي عام 2014 فاز آبي والحزب الديمقراطي الليبرالي بهامش كبير، مما يضمن احتفاظه بمنصب رئيس الوزراء، ما مهد الطريق أمامه للمصادقة على مشاريع قوانين في مايو 2015 من شأنها أن تسهل على اليابان استخدام القوة العسكرية إذا تعرضت البلاد للهجوم أو التهديد، وهو ما فتح النار على حكومة آبي، لكن ذلك لم يمنع من انتخابه في سبتمبر 2015 دون معارضة لفترة أخرى كرئيس للحزب، ثم في أغسطس 2020 أعلن آبي أنه سيستقيل من منصب رئيس الوزراء بسبب تكرار الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، على الرغم من أنه ظل في منصبه بصفة مؤقتة بانتظار اختيار خليفة له، لكن لم يبتعد آبي عن الأضواء وظل حاضرًا ومهيمنًا على الحزب الديمقراطي الحر الحاكم ويمارس نشاطات داعمة للحزب الحاكم، كان آخِرها خطاب في مدينة نارا في غرب اليابان التي تعرض فيه للاغتيال، لينتهي مشواره السياسي، وتُطوى صفحة حياته الحافلة.

spot_img