ذات صلة

جمع

بعد يوم طاحن.. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النيران

بينما واصلت القوات الإسرائيلية شن ضربات مكثفة على مواقع...

روسيا: نقل أسلحة نووية إلى كييف يهدد بصراع من نفس النوع

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في الصراع الروسي الأوكراني...

مصادر: ” نعيم قاسم” يختار “محمد رعد” نائبًا له بحزب الله

يتجه نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله اللبناني...

قبل عيد الشكر.. ضغوط على تل أبيب لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله

توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار...

توسيع الإمارات لدائرة التحالفات.. قوات رادعة لمواجهة التحديات العربية وتعزيز الأمن والاستقرار

يبدو أن حلف الناتو تزداد قوته وحجمه بصورة كبيرة حاليا، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية؛ إذ تسعى الدول لتشكيل تحالف قوي للتصدي لأي أزمات أو تحديات بالمنطقة، وهو ما فطنت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة مبكرا لتحاول توطيد العلاقات وبناء تحالفات قوية بالمنطقة العربية لمواجهة أي أزمات قد تواجهها.
ومؤخرا تخلت السويد عن حيادها؛ إذ ذكرت صحيفة التايمز البريطانية نقلا عن مسؤولين أن روسيا ارتكبت “خطأ إستراتيجيا فادحا” جعل فنلندا والسويد تتأهبان للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بحلول الصيف، ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن مسألة انضمام الدولتين الإسكندنافيتين كانت “محل نقاش وجلسات متعددة” خلال محادثات بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأسبوع الماضي حضرها ممثلون عن السويد وفنلندا.

وتسببت العملية العسكرية التي شنتها روسيا في أوكرانيا، في تغيير تاريخي في مواقف فنلندا بشأن الانضمام لحلف “الناتو”، والتي بدأت تناقش هذا الأمر منذ أسابيع؛ إذ كانت فنلندا محايدة خلال الحرب الباردة، في مقابل تأكيدات من موسكو بأن القوات السوفيتية لن تغزو أراضيها.

يعتبر حلف الناتو هو أحد أكبر التحالفات العسكرية بالعالم، ويتواجد بصورة مصغرة مختلفة في المنطقة العربية، من خلال التحالف بين الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، الذي يشكل قوة ضاربة أمام الإرهاب في الوطن العربي على مدار عدة أعوام، وكما هو الحال في حلف الناتو الذي قد يتمدد بسبب التحديات الأمنية والعسكرية والصراعات الأخيرة، فإن التحالف العربي يأخذ شكلا توسعيا لمصداقيته في دعم البحرين ضد المتمردين المدعومين من إيران من خلال قوات درع الجزيرة، ودعم مصر في مكافحة الإرهاب وعاصفة الحزم في اليمن.

وفي الآونة الأخيرة، تتجه الإمارات لتوسيع التحالفات، من خلال عدة تحركات وتقاربات، وفي هذه الفترة هناك تحركات في المغرب والأردن؛ إذ إن كل هذه الجهود تؤكد متانة التحالف القائم وقوته وإمكانية توسعه، إذ إنه خلال الشهر الماضي، أجرى الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، حراكا سياسيا ودبلوماسيا متواصلا ومكثفا، لحل أزمات عربية ودولية والبحث عن حلول نوعية لها، لدعم أمن واستقرار العالم، من بينها قمم شهدتها مدينة العقبة الأردنية، وجمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في لقاء أخوي.

وخلال الفترة نفسها، أجرى خلال الفترة نفسها مباحثات هاتفية مع 10 من قادة ورؤساء حكومات عدد من دول المنطقة والعالم، تناولت تعزيز التضامن الخليجي، والعمل على لَمّ الشمل العربي، وبحث تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها، بالإضافة إلى 23 قمة إماراتية عربية دولية لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم.

الدكتور حامد فارس، خبير الشؤون العربية، أكد أنه بالفعل هناك تحديات كبرى ومتزايدة على الصعيد العسكري والأمني تواجه المنطقة العربية والخليج العربي، فيما تزال هناك قوى إقليمية معروفة بعينها تمثل تهديدا لأمن دول الخليج العربي، بل والمنطقة العربية بأكملها بسبب تمددها الإقليمي وتدخلها في الكثير من الأزمات ومحاولة السيطرة على القرار السياسي بها كما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا بهدف إضعاف المنطقة وإرهاقها ماديا ومعنويا خاصة مع زيادة الأهمية الاقتصادية والسياسية والجغرافية لهذه المنطقة في العالم، لذا لزم على الدول الكبرى في المنطقة العربية والخليج أن تكون مدركة وواعية جيدا لخططهم التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها السلبية على منطقة الشرق الأوسط، وأيضا جائحة كورونا وتأثيرها المباشر على الاقتصاد العالمي لذلك تحركت الدول الكبرى في المنطقة العربية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها والتي تمثل تهديدا صريحا للأمن القومي العربي وعلى رأس هذه الدول مصر والإمارات والسعودية والبحرين.

وأضاف فارس: أن الإمارات وبعد دخولها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يناير 2022 لمدة عامين تعمل جاهدة على تعزيز مصالح المنطقة العربية باستخدام سياسة خارجية متزنة رسخت وعظمت مكانتها خارجيا من خلال الحوار والدبلوماسية، وأصبحت لديها الخبرة الكبيرة في كيفية الاستثمار في الاستقرار، وحققت السياسة الخارجية الإماراتية نجاحات كبيرة، وأصبحت منارة للعالم في الكثير من المجالات المختلفة، ونجحت في استغلال دبلوماسيتها الناعمة في إحداث اختراق في الكثير من الملفات الشائكة التي يعود اختراقها بالنفع على زيادة الأمن والسلم في المنطقة العربية والعالم أجمع في الظل تحديات كبيرة يواجهها العالم واحتياجه لرؤية جديدة على خلق واقع يكون قادرا على مواجهتها وتأثير أكبر في الشؤون الإقليمية والعالمية.

وأوضح: أصبحت مصر والإمارات والسعودية والبحرين محورا هاما يحتذى به وعناصر رئيسية في حماية المنطقة، والوقوف في وجه التحديات المتزايدة المترتبة على سياسة أميركا الواضحة بالانسحاب من الشرق الأوسط، وكل ذلك يرجع بسبب السياسة الحكيمة والرشيدة لقيادة هذه الدول وحرصهم الدائم على بناء علاقات إستراتيجية مع دول العالم أجمع، وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة فأصبحوا يمثلون واجهة سياسية واقتصادية لكل قادة العالم لتحقيق الاستقرار والرخاء والنماء للجميع.

وأشار خبير الشؤون العربية إلى أنه كان هناك الاجتماع الإماراتي المصري الإسرائيلي في شرم الشيخ والذي يعكس رغبة في إيجاد تصور أمني جديد لمنطقة الشرق الأوسط يحد من أي مخاطر مستقبلية واقتلاع الإرهاب ووقف أي تسليح للمنظمات الإرهابية التى تعمل على تهديد الأمن القومة العربي، لذلك فالأمن القومي العربي يتطلب التكاتف أكثر من أي وقت مضى بعد وصول تقنيات خطيرة كالطائرات المسيرة لأيدي الجماعات الإرهابية والتي تستخدمها لتهديد أمننا القومي بقتل المدنيين وتدمير المؤسسات الاقتصادية، وهذا ما طالبت به الإمارات في مؤتمر الأنظمة غير المأهولة في فبراير الماضي بمشاركة عدد من ممثلي الجيوش العربية والغربية والذي عقد في أبوظبي لمناقشة تطور هذه الأنظمة وكيفية التصدي لأخطارها والعمل معا لبناء درع يحمي من خطر استخدام هذه الأنظمة، وبالتالي فهناك سياسة جديدة يتم صياغتها وهي سياسة تحالفات المصالح للحفاظ على الأمن القومي العربي.

كما يرى الدكتور محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية والعربية، أن التحالف العربي يعد أهم أشكال التعاون بين الدول العربية، خاصة وأن التحالف بين الرباعي العربي أثبت خلال السنوات القليلة الماضية قدرته على مواجهة التحديات وتهديات الأمن القومي العربي بدءًا من إعلان موقف عربي موحد تجاه الدول المهددة للأمن القومي، مرورًا بوجود آليات التنسيق والتعاون بين هذا المحور، ويجب هنا الإشارة إلى أن هذا المحور اكتسب أهمية كبيرة بعد سقوط بغداد واشتعال الأزمة السورية.

وشدد الديهي على أن هذا التحالف شكل أهمية وتأثيرا إستراتيجيا على الصعيد الإقليمي والدولي نظرا للثقل السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تمثله دول هذا المحور، كما تمكن هذا المحور من صياغة مفهوم جديد ومهم للأمن القومي العربي يقوم على العلاقات المتوازنة والتصدي لأي اعتداءات أو تهديدات للأمن القومي العربي؛ حيث تميز هذا المحور بسرعة الحركة في رد الفعل والتأثير في المحافل الدولية، وكذلك قدرته على الرد.

واستطرد أنه مما لا شك فإن الإمارات توسع مع إستراتيجية لبناء تحالفات إقليمية ودولية جديدة أشبه هذا المحور بجانب مصر والسعودية سواء من خلال التعاون الاقتصادي أو السياسي أو الاثنين معًا في كافة القضايا الدولية، وهو الأمر الذي جعله أكثر تأثيرا في كافة القضايا الدولية والإقليمية فلا يمكن الحديث عن تحالف عن أي تسوية سياسية في الأزمات العربية إلا وكانت هذه الدول مؤثرة وبشدة في هذه المعادلة لصالح الشعوب العربية واستقرار المنطقة.

ومن ناحيته، يرى محمد هويدي، محلل سياسي سوري، أن ما يمر به العالم من متغيرات على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي قد كشف مدى هشاشة النظام الدولي، وفي القلب الحرب الأوكرانية الروسية، إذ اتضح أن البقاء للأقوى والأذكى والأكثر براغماتية وهذا يشير إلى حالة من ضعف وترهل النظام الدولي، ومجمل هذه العوامل دفعت فنلندا والسويد لطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خوفاً من ملاقاة مصير “كييف” العاصمة الأوكرانية، وهذا يعني المزيد من الاضطرابات الدولية وسيكون لذلك تبعات خطيرة على العالم وبالتالي فإن العالم أمام منعطف تاريخي في ظل سعي روسيا الاتحادية والصين الشعبية لإحداث نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

ولفت هريدي إلى أن التكتلات الدولية والتحالفات الثنائية تساهم في خلق حالة من الاستقرار وحماية الدول من التدخلات الخارجية وهذا ما أثبته التحالف العربي في المنطقة الذي يضم الإمارات ومصر والسعودية والبحرين بحيث أخذ شكلاً توسعيًّا لحفظ الاستقرار في الشرق الأوسط وحقق انتصارات عظيمة فكانت القوى المباشرة في إحباط المؤامرة الإيرانية في البحرين، فضلاً عن أنه استطاع إعادة فرض الأمن والأمان والاستقرار إليها من خلال “درع الجزيرة” كذلك التنسيق الأمني السياسي الذي أسقط المشروع الإخواني في مصر بتقسيم البلاد، لكن هذا التنسيق العربي أدى إلى فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد وتدمير الدول العربية بالإضافة لعاصفة الحزم والأمل التي منعت إيران من التمدد داخل اليمن والحفاظ على الشرعية.

وأكد أن كل هذه الإنجازات العظيمة التي حققتها هذه المنظومة العربية والتي كانت فعّالة على عكس الجامعة العربية ستجعل منها قوة ضاربة في المنطقة وقابلة للتمدد والتوسع في ظل تحركات الزعيم العربي الشيخ محمد بن زايد وصلابة موقف سمو الأمير محمد بن سلمان وتحركات مصر والبحرين أيضًا.

spot_img