يبدو أنه كثيرا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي الوقت الذي سعت به قطر للترويج لمساكنها استعدادًا لكأس العالم ٢٠٢٢، إلا أنها تلقت صدمة قوية بالعزوف عن الإقبال على الشراء وتراجعا بالغا بمعدل التعاملات اليومية خاصة خلال شهر رمضان.
شهد القطاع العقاري القطري، انهيارا في التعاملات، خلال شهر رمضان، لذا حرصت معظم الأعمال الخاصة بشركات التطوير العقاري أو شركات إدارة الأصول العقارية على إنهاء أعمال قديمة ومراجعة وإتمام الصفقات السابقة، مع تقليل المساعي إلى الحصول على الجديد من الفرص الاستثمارية.
وجاء ذلك، ضمن تقرير شركة “الأصمخ” للمشاريع العقارية المحلية في قطر، إذ أكد أن شركات إدارة الأصول العقارية والمستثمرين العقاريين، يرتبون أوراقهم من جديد خلال شهر الصيام، لالتقاط بعض الأنفاس نتيجة التقلبات التي أصابتهم، جراء ارتفاع الأسعار بالبلاد وحالة التضخم التي شهدتها بعض المناطق.
وأشار التقرير المحلي إلى أن قيمة الإيجارات في قطر تشهد ارتفاعاً مقارنة بالأسعار المسجلة العام الماضي، رغم الهدوء الذي يصيب القطاع العقاري وانخفاض عمليات البيع والشراء، ما يثبت عدم التوازن في معدلات البيع والشراء بالبلاد.
كما أوضح التقرير أن العديد من المستثمرين يرون أن الوقت الحالي فرصة مناسبة للتريث واختيار الفرص الاستثمارية العقارية المناسبة، سواء للشراء أو للاستثمار بالتأجير، خصوصاً للمشاريع العقارية الاستثمارية.
وتابع التقرير المحلي أن أي زيادة ستحصل في مؤشر مبيعات القطاع العقاري، ستكون محفزاً كبيراً لنشاط مرتقب للقطاع، في محاولة لتنشيط السوق المحلي والتغلب على حالة الركود الحالية.
وشهد قطاع العقارات في قطر تقلبات عديدة خلال الأعوام الماضية، إذ كان هناك فائض في المعروض من الوحدات السكنية سواء كانت شققا أو فللا، مما أدى إلى بلوغ تراجع العائد الإيجاري على مدى السنوات الماضية نسبة 30% أو يزيد قليلاً عن أسعار القمة التي بلغها العائد الإيجاري في بداية عام 2015، ومن بعدها بدأ التراجع الذي أصاب المباني الإدارية أولاً، ثم تبعته أسعار إيجارات الفلل السكنية، ومن ثم انخفاض إيجارات الشقق السكنية، ومع تفشي جائحة كورونا بالدوحة وما سببته هذه الجائحة من إغلاق وتحديد نشاط بعض الأعمال التجارية تراجعت أسعار المحلات التجارية حوالي 20%.
وفي تقرير دولي سابق لمؤسسة “جلوبال بروبرتي جايد” للأبحاث التي تقدم المعلومات المالية لمشتري العقارات السكنية، كشف أن قطر ظهرت كأضعف سوق للإسكان في الربع الثاني من عام 2018، مؤكدا أو قطر حققت أسوأ أداء بين أسواق العقارات بالشرق الأوسط، نتيجة تباطؤ الاقتصاد الحاد والآثار السلبية للمقاطعة التي تفرضها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقتها.