يبدو أن الخلافات بين حماس وتركيا ستتسع خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل مساعي أنقرة لإرضاء إسرائيل من أجل إتمام عمليات التطبيع.
وحسب مراقبين، ظهرت الخلافات بينهم خلال الساعات الأخيرة، عندما عبّر الناطق باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، عن استهجان الحركة تصريحات كل من السفارة التركية لدى الاحتلال الإسرائيلي، عبر استنكارهما عملية “تل أبيب”.
يأتي ذلك وسط تسريبات تؤكد أن تعزيز العلاقات التركية الإسرائيلية قد ينعكس سلبا على العلاقة بين أنقرة وحماس، لأن تركيا ستفضل مصالحها الاقتصادية مع إسرائيل في ظل تدهور سعر الليرة التركية وتراجع اقتصادها على علاقتها مع حماس، كما أنه ستحدث ضغوط إسرائيلية أكبر على السلطات التركية، فتغادر قيادات حمساوية تركيا ربما إلى إيران أو بيروت.
وأوضحت مصادر، أن تحسين العلاقات التركية الإسرائيلية سيؤدي إلى قيود على حماس وعناصرها المقيمين في تركيا، وبينهم العناصر الذين أطلقت إٍسرائيل سراحهم في صفقة الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي كان محتجزا لدى حماس في 2011، بالإضافة إلى فرض تركيا لإجراءات مشددة طالت العشرات من قيادات حماس، وطرد آخرين وذلك قبل زيارة إسحاق هرتسوغ، إلى تركيا.
وأثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا، أصدرت حركة حماس بياناً، أكدت فيه موقفها الرافض لزيارة المسؤولين الإسرائيليين إلى دولة دون أن تذكر الحركة اسم “تركيا” في نص البيان.
وأشارت المصادر إلى أن الموقف التركي الجديد وزوال الجليد عن العلاقات مع إسرائيل هو ضربة قوية توجه لحماس التي تزداد عزلة إقليميًا وقد تجبر إلى إعادة قراءة المشهد حسب ما يجري وحسب ما تقتضيه الضرورة.
وعن وضع الحركة الحالي، قالت المصادر ذاتها: إن مسؤولين أتراكًا ناقشوا مع قيادة الحركة مؤخرا إيجاد آلية لاستمرار أو مغادرة آمنة لبعض القادة ذوي الصفة العسكرية بحماس، تركيا، لكن لا تغيير بالنسبة للأنشطة السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية أيضا.