غياب تام لمؤسساتها وميليشياتها الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقط بيانات مقتضبة ترحيبية بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتركيا ومقابلته الرسمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما يظهر موقفا متناقضا جديدا لجماعة الإخوان الإرهابية.
رغم الهجوم المستمر الذي تشنه كتائب الإخوان الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد المسؤولين العرب خلال أي زيارة أو حديث مع مسؤول إسرائيلي، ولكن هذه المرة تجاهلت جماعة الإخوان زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا ولقاءه أردوغان تارة وأخرى رحبت به؛ إذ إنها على غير عادتها لم تصدر أي بيانات رسمية منددة أو منتقدة للزيارة أو لما كانت تصفه بـ”التطبيع”.
المثير للجدل ويثبت مدى التناقض هو أن بعض أطراف الجماعة، وصف موقف الرئيس التركي بـ”المناور”، زاعمين أنه “يحمل تكتيكاً سياسياً لحفظ مصالح أمته”، على حد وصفهم المنافق.
ومن بين تلك الأطراف، هو ما خرج به يوسف القرضاوي، الرئيس السابق لـ”اتحاد علماء المسلمين” والقيادي الإخواني البارز بتغريدة غامضة على حسابه في “تويتر” قال فيها: “دخلنا جُحر الغرب مرة فلدغتنا عقرب الليبرالية، ثم دخلنا مرة أخرى فلدغتنا أفعى الاشتراكية، ولو كنا مؤمنين حقًا ما لُدغنا من الجحر الواحد مرتين.. لكن ضَعُف إيماننا، فتكرر لدغنا! والمؤسف حقًا أن نُلدغ مرتين ولا نعتبر.. وكأنما نريد أن نبقى الدهر في جُحر العقارب والأفاعي”، بينما طالبه متابعوه بالإجابة بشكل واضح عن رأيه في زيارة رئيس إسرائيل لتركيا واستقبال أردوغان له.
مواقف الإخوان والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تناقض بشدة مع اتفاقية الإمارات مع إسرائيل المعروفة باتفاقية أبراهيم التي كانت بمثابة إنجاز دبلوماسي لا مثيل له لصالح فلسطين والمنطقة العربية بأكملها، لتحذو حذوها لاحقا البحرين وغيرهم من الدول، ولكن الجماعة هاجت وماجت ونشرت العديد من التصريحات لتشويه تلك الخطوة الهامة وكفرت الحكام العرب، كون تلك الخطوة تنافت مع مصالحهم، إلا أن تكرار الأمر مع تركيا لاقى استحسانا كبيرا بينهم ودعما كونه يصب في مصالحهم الخاصة.
ورغم مزاعم الاتحاد المسمومة بأن تحالفات دول عربية مع إسرائيل “مسمومة” على حد وصفها، إلا أنها هذه المرة اشتدت بالعلاقات التركية الإسرائيلية ورحبت بخطوات أردوغان تجاه تل أبيب، في تناقض سافر خاصة لتصريحات مسؤوليها الكاذبة المستمرة بشأن الدفاع الوهمي عن القضية الفلسطينية.
واعتاد الاتحاد، الممول من قطر، على إصدار فتاوى التحليل والتحريم، بهدف دعم أجندة الإخوان الارهابية، بينما كان شيوخ الاتحاد يبشرون بأردوغان باعتباره الداعم الأول للقضية الفلسطينية ويذهب بعضهم إلى حد وصفه بـ”محرر القدس”، بينما يظهر صمته حاليا وترحيبه المسبق ازدواجية موقفه ودوره كأداة سياسية تستغل الدين كما يقول معلقون.
وهو ما اعتبره أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن: “بيان من الاتحاد العالمي للخونة المتأسلمين الذي يترأسه الإرهابي الإخواني #يوسف_القرضاوي، يرحب فيه بتطوير العلاقات (التركية – الإسرائيلية) ويفتخر بسياسة #أردوغان!.. اتحاد العملاء هذا هو نفسه الذي كفر وخون الإمارات والبحرين.. حرام على الدول العربية وحلال على بلاد الخليفة #تركيا”.
المثير للجدل أيضا هو دعم الشخصيات المحسوبة على الإخوان لتلك الزيارة علانية، ومنهم الإخواني جمال سلطان، الذي كتب عبر “تويتر”: “العلاقات بين تركيا وإسرائيل لا تحتاج إلى (تطبيع)، هي طبيعية وراسخة ومتشعبة منذ 73 سنة، عبر حكومات عسكرية ومدنية متعاقبة، أردوغان ورث هذه التركة، لم ينشئها، وكثيرا ما تصادم معها وقطعها، ويتعامل معها بندية لتقليص مخاطرها على مصالح بلده، وحماية الحقوق التاريخية لفلسطين وشعبها”.
كما شاركه في تلك المحاولات لتجميل واجهة الرئيس التركي، الإخواني والإعلامي بقناة الجزيرة جمال ريان، الذي خان قضية وطنه؛ إذ زعم: “الرئيس أردوغان مواقفه مشرفة تجاه فلسطين، فلم يبادر بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، بل ورثها من حكومات سبقته بفعل انهيار الإمبراطورية العثمانية، ثم إن تركيا ليست عربية لكي يقارن ويبرر بعض العرب تطبيع تركيا بتطبيع أنظمة عربية مع إسرائيل قبل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”، في محاولة أخرى لإسقاط التهم عن أردوغان وتجنب الهجوم عليه لمواقفه المزدوجة.