في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتفاقم المخاوف الدولية من اندلاع حرب عالمية ثالثة، والتهديد بوقف الغاز الروسي ومنع أميركا له، تفاقمت مخاوف المستثمرين والمستهلكين بالأسواق العالمية، لتصعد جميع الأسعار بصورة قياسية ما تسبب في أزمات بمختلف البلدان، إلا أنه فور إعلان الإمارات إنتاج النفط، سرعان ما امتص ذلك المخاوف في الأسواق العالمية لتشهد منحنى منخفضا.
وقال سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، لشبكة CNN، قبل ساعات: إن الدولة تريد زيادة إنتاج النفط وستشجع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على زيادة الإمدادات.
وتابع العتيبة: “لطالما كانت الإمارات العربية المتحدة مورداً موثوقاً ومسؤولاً للطاقة للأسواق العالمية لأكثر من 50 عاماً، وتعتقد أن الاستقرار في أسواق الطاقة أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي”.
وفور تصريحات السفير الإماراتي، للشبكة الأميركية، انخفضت أسعار النفط بصورة قياسية، أمس الأربعاء، إذ هبط سعر النفط الأميركي 12% إلى أقل من 109 دولارات للبرميل وهبط خام برنت الذي يعتبر المعيار العالمي لأسعار النفط بنسبة 13٪ إلى 111 دولارًا للبرميل، وذلك في انخفاض هو الأكبر خلال يوم واحد منذ ما يقرب من عامين.
واعتبرت “سي إن إن” أن تصريحات العتيبة التي نشرتها سفارة الدولة في واشنطن عبر حسابها على “تويتر”، تعتبر أول تلميح إلى أن دولة في منظمة أوبك قد تكون مستعدة لمنع أسعار النفط من الارتفاع عن نطاق السيطرة.
وأضافت أنه إذا أقنعت الإمارات شركاءها بزيادة الإمداد فسيكون ذلك بمثابة تحوُّل كبير بعد اتفاق “أوبك+” للتمسك بخطة إضافة النفط تدريجياً إلى السوق، بتحد يزيد ضغوط الاقتصادات المتقدمة لبذل المزيد من الجهد لتخفيف الأسعار.
ومن ناحيته، رحب وزير خارجية أميركا، أنتوني بلينكن، بإعلان سفير الإمارات لدي واشنطن، يوسف العتيبة، أن بلاده تدعم زيادة إنتاج النفط لتعويض ارتفاع الأسعار، مضيفًا: “من المهم بالنسبة لأوبك + للدول المنتجة للنفط، زيادة إنتاج النفط من أجل استقرار أسواق الطاقة العالمية، للتأكد من أنه لا يزال هناك إمدادات وفيرة من الطاقة حول العالم”.
وشدد بلينكن علي أهمية التنسيق الوثيق بشأن أوكرانيا وأهمية بناء استجابة دولية قوية لدعم الديمقراطية والسيادة الأوكرانية في أعقاب الغزو الروسي المتعمد وغير المبرر وغير القانوني، مؤكدا التزام أميركا بمساعدة الإمارات على تعزيز قدراتها الدفاعية القوية ضد التهديدات من اليمن وأماكن أخرى في المنطقة.
وعقب ذلك، علق مصدر إماراتي مطلع لوكالة رويترز، اليوم الخميس، بأن الإمارات لن تتصرف بشكل منفرد وترفع إنتاج النفط، كون الإمارات لا تزال ملتزمة بتحالف أوبك+ وأن وزارة الطاقة وحدها المسؤولة عن سياسات البلاد النفطية.
وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على تويتر في وقت متأخر يوم الأربعاء: إن بلاده ملتزمة باتفاق “أوبك+” وآليتها الشهرية الحالية لتعديل الإنتاج.
بينما تعهَّد الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة آخرون بالعمل على تخفيف ضغوط ارتفاع الأسعار، وأجرى مسؤولون من الولايات المتحدة محادثات مع منتجي النفط بهدف تعزيز الإمدادات.
ويأتي هذا الانخفاض بعد ارتفاع كبير في أسعار النفط بسبب اضطرابات الإمدادات الناجمة عن التوترات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتسبب ذلك الارتفاع في ضغوط مالية على الأسر في جميع أنحاء العالم، إذ فرضت الولايات المتحدة وكندا حظرا على واردات النفط الروسية، بينما قالت بريطانيا: إنها ستمنع الواردات من روسيا تدريجيا بحلول نهاية العام.
وقفزت أسعار النفط بأكثر من 30 بالمئة منذ 24 فبراير لتصل إلى 139 دولارًا في وقت ما هذا الأسبوع، قبل أن تتراجع، وتستقر على انخفاض بنحو 12 بالمئة ليسجل سعر البرميل 112 دولارًا.
كما وافقت وكالة الطاقة الدولية مؤخرًا على استخدام 60 مليون برميل من النفط من الاحتياطيات الوطنية الإستراتيجية، لكن هذه الخطوة ليست كافية لمواجهة الارتفاع الأخير في الأسعار، إذ أكدت أن احتياطيات النفط قد يتم الاستفادة منها بشكل أكبر.