رغم مساعيها العديدة للاستفادة من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وظهورها كبديل لموسكو في نقل الغاز لأوروبا، إلا أنه من الواضح أن قطر تأكدت من فشلها وعدم قدرتها على تنفيذ ذلك وصعوبة تحقيقه على المدى الطويل، ما يُثبت سراب أحلامها وضعف إمكانياتها.
وكشفت مصادر أن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من قطر، أثناء زيارة وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي لواشنطن، تعويض الدوحة للغاز الروسي في أوروبا.
وأضافت المصادر أن قطر رفضت ذلك الطلب، تخوفا من عدم قدرتها على توفيره للمدى الطويل، إذ إنها لن تتمكن من تغطية احتياجات أوروبا، رغم مساعيها لذلك بالبداية.
وأشارت إلى أنه بالمقابل طلبت قطر من الإدارة الأميركية تخفيف الضغوطات على إيران، لأجل ضخ الغاز لأوروبا لفترة محدودة.
ويزور حاليًا وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي، الولايات المتحدة، إذ التقى مع نظيرته الأميركية جينيفر غرانهولم، لمناقشة سُبل تعويض إمدادات الطاقة في أوروبا، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك ضِمن فعاليات أسبوع “سيرا” المنعقد في هيوستن بالولايات المتحدة الأميركية.
وناقش وزير الطاقة القطري مع الوزيرة الأميركية إمكانية مشاركة شركة قطر للطاقة في تعويض إمدادات النفط والغاز إلى أوروبا، في وقت تتصاعد فيه أزمة الطاقة عالميًا، الأمر الذي دفع أسعار النفط والغاز إلى تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة.
وسبق أن توقع الخبراء مساعي قطر للاستفادة من مخاوف نقص إمدادات الغاز في أوروبا، وفقا لوكالة “فرانس برس”، مضيفة أن الإمارة ستقدم بعض المساعدة بينما تسعى للحصول على موطئ قدم أكبر في أوروبا وتسجيل نقاط دبلوماسية ثمينة لتصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في الخليج.
وتوقع الخبراء الدوليون عدم قدرتها على تنفيذ ذلك، لارتباطها بعقود طويلة الأمد مع زبائن كبار في كوريا الجنوبية واليابان والصين، فإنه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية.
خاصة أن وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي، كان قد أكد في أكتوبر الماضي أن بلاده بلغت “الحد الأقصى” فيما يتعلق بإمدادات الغاز، عندما بدأ نقص الغاز في أوروبا، مشددا على أن بلاده لا تستطيع مساعدة أوروبا بمفردها إذا أوقفت روسيا إمدادات الغاز مع تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا.
وأكد بيل فارين- برايس، المدير في شركة الأبحاث “إنفيروس”، أن “قطر لا تملك عصا سحرية لحل النقص في الغاز الأوروبي”، مضيفًا أن الدوحة “لا تملك أي طاقة فائضة لتوريد غاز مسال طبيعي إضافي، إنها ليست مثل السعودية التي تحتفظ بقدرة فائضة من النفط”.
وفي مساء أمس، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن فرض حظر أميركي على واردات الطاقة الروسية بما يشمل النفط والغاز، معززاً حملة ضغوط على موسكو رداً على غزو أوكرانيا، قائلا: “أعلن اليوم أن الولايات المتحدة تستهدف الشريان الرئيسي للاقتصاد الروسي، هذه خطوة نتخذها لإلحاق مزيد من الألم ببوتين”.
وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي تعمل فيه الدول المتحالفة مع الغرب على فصل روسيا عن الاقتصاد العالمي ومعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.