الإيمان الراسخ في ذهن جلالة الملك عبدالله الثاني بأن السلام لا بد من قوة تحميه جعله يصدر التوجيهات مراراً وتكراراً من أجل بناء جيش قوي قادر على مواجهة التحديات والحفاظ على أمن المملكة الأردنية الهاشمية في الخارج والداخل عندما يستدعي الأمر ذلك.
أَوْلَى جلالة الملك عبدالله الثاني منذ أن استلم سلطاته الدستورية، القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته فهو رفيق السلاح تخرج جلالته من صفوفها وعرف واقعها الدقيق ومتطلباتها وأولاها كل الرعاية والاهتمام لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً وكان له ما أراد.
وسعي جلالة الملك عبدالله الثاني بكل جهد لتطوير وتحديث القوات المسلحة لتكون القادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه لتواكب روح العصر والتطور مثلما يسعى إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين حيث أصبحت القوات المسلحة الأردنية مثالاً ونموذجاً في الأداء والتدريب والتسليح تتميز بقدرتها وكفاءتها القتالية العالية بفضل ما أولاها جلالة القائد الأعلى من اهتمام كبير بحيث هيأ لها كل المتطلبات التي تمكنها من تنفيذ مهامها وواجباتها داخل الوطن وخارجه.
وبادرت على وجه السرعة القوات المسلحة الأردنية بفضل أوامر صاحب السمو الملك عبدالله الثاني إلى تطوير وتحديث معداتها باستغلال الإمكانات المتوفرة لديها بالتعاون مع مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير وكذلك بإدخال أحدث الأسلحة من مختلف المصادر المتاحة كما اتبعت أحدث الأسس لتدريب منتسبيها بحيث يتم التركيز على التأهيل الفردي وصقل الشخصية العسكرية معتمدة على الطرق الحديثة في مجالات التدريب المختلفة.
وُفِّرت بأوامر جلالة الملك كل سُبل الراحة لمنتسبي القوات المسلحة فقد استُحدث نظام النقل الإداري حيث تم وضع خطة نقل مدروسة تغطي جميع مناطق المملكة بواسطة أسطول نقل حديث ومتطور ويغطي احتياجات القوات المسلحة ويحقق الغاية التي وجد من أجلها.
وسعت القوات المسلحة الأردنية بفضل تعليمات جلالته لمواكبة كل جديد في ميادين العلم فقد أنشئت مديرية خاصة تتولى أمور تكنولوجيا المعلومات ويتبع لها مركز تدريب الحاسوب حيث تم إدخال الحاسوب إلى جميع وحدات القوات المسلحة وهي خطوة في الطريق إلى الوصول للجيش الإلكتروني حيث تولي القوات المسلحة عملية التأهيل في هذا الجانب رعاية كبيرة وتوفر كافة المتطلبات لدعم هذا التوجه.
امتازت القوات المسلحة الأردنية بحسن السمعة الحسنة ودفعته إلى لعب دور بارز في عمليات حفظ السلام الدولية.
وتميز الجندي الأردني بفضل السياسة الناجحة للقوات المسلحة الأردنية، بالاقتدار والانضباطية في السلوك واحترام الوقت والمعاملة الإنسانية وقدرته على فهم ثقافات الشعوب وخصوصية المجتمعات التي يعمل فيها في إطار مهام الأمم المتحدة فأصبح الجندي الأردني رسول سلام ومحبة يجوب العالم ليرفع اسم الأردن عالياً حتى غدت القوات الأردنية المسلحة الباسلة تلعب الدور الأكبر في هذا المجال وأصبح لها حضور متميز في العديد من دول العالم.
وأنشأت القوات المسلحة الأردنية بتوجيهات جلالة الملك معهدًا متخصصًا لهذه الغاية يقوم بالتدريب على عمليات حفظ السلام, وشارك في الدورات التي تُعقَد في هذا المعهد متدربون من دول عربية وأجنبية , والشهادات التي يمنحها المعهد معترَف بها من هيئة الأمم المتحدة, وتشارك القوات المسلحة اليوم بقوات مدربة في العديد من بقاع العالم إضافة إلى مستشفيات ميدانية مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية والكوادر المؤهلة.
وقدمت القوات المسلحة الأردنية الرسالة الإنسانية السامية من خلال استغلال خبرتها ومعرفتها في خدمة الأمن والسلم الدوليين وفي قيادات الأمم المتحدة وكمراقبين عسكريين كما جادت بخيرة أبنائها ممن استشهدوا في مواقع عدة من أرجاء المعمورة.
وأوضح تقرير “غلوبال فاير باور” السنوي حول قائمة أقوى جيوش العالم، إلى احتلال الجيش الأردني في عام 2022 المركز الثاني عشر عربياً والمركز الـ 75 عالمياً، ليصبح بهذا الترتيب من أقوى الدول العربية والمنطقة والعالم ويمضي قدماً نحو احتلال تصنيف أعلى في الأعوام القادمة.