تسعى جماعة الإخوان في الجزائر لإعادة طرح ذاتها بالانتخابات المحلية، للسيطرة على مراكز السلطة والبلاد بطريقة غير مباشرة، ليقعوا في براثن أخطائهم، حيث أثاروا موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تداول مواطنو الجزائر صورا ساخرة من مرشحات بلا وجوه وأسموهن “مرشحات شبح”، واعتبروها بدعة إخوانية تظهر مع كل حدث انتخابي بالجزائر.
ويأتي ذلك بعد أن قدمت التيارات الإخوانية بالجزائر مرشحاتها للانتخابات المحلية المقررة في 27 نوفمبر الجاري، حيث ظهرت القوائم الانتخابية بها وجوه نسائية فارغة لشخصيات معروفة، “لا يُعرف لها أصل ولا فصل” بحسب تعليقات الجزائريين، ومنها قائمة “حركة مجتمع السلم” الإخوانية.
وفي وسيلة إخوانية للاتجار بالدين عبر استغلال الانتخابات اتبعوا تلك الطريقة الغريبة بإخفاء صور النساء على غير المعتاد، وإظهار قوائمهم بمرشحات دون إظهار وجوههن، والاكتفاء بأسمائهن.
وتجددت تلك البدعة الإخوانية، مع الاستعدادات الانتخابية، لتفجر موجة من السخرية الواسعة، من قبل الجزائريين عبر مواقع التواصل، وأطلقوا عليهن “المرشحات الشبح”، واعتبروها بمثابة “استخفاف بالناخب”، وتأكيدا على “حقيقة نفاق وانتهازية الإخوان”.
وتصاعدت ردود أفعال الجزائريين عبر منصات التواصل، حيث سخر الناشط هشام شريكي من تقديم مرشحات دون كشف وجوههن، معتبرا ذلك أنه “شراء السمك في البحر”، وكتب: “بهذا الشكل ننتخب أشخاصا دون أن نعرف وجوههم، تشتري السمك في البحر، الترشح عادي ووضع الصورة لا يجوز”.
وتابع، متسائلا: “لماذا إخفاء وجوه النساء؟، هل تقدم النساء للانتخابات وخدمة الصالح العام حلال، وإظهار وجوههن أمام العوام حرام؟؟”.
كما أبدى الكاتب والروائي الجزائري أيمن الزاوي استياءه من تلك البدعة الإخوانية، ووجه انتقادا شديد اللهجة وصف فيها إخفاء وجوه المشرحات الإخوانيات بـ”الإساءة للمرأة وإنسانيتها وكرامتها”، وقال: “تكريم المرأة أخلاقياً ليس بطمس وجهها على لائحة انتخابات في مجتمع غارق بالفساد المتستر بالدين السياسي”.
وبلغ عدد قوائم المرشحين الخاصة بالمجالس الولائية، 1158 قائمة في المجالس الولاية عبر 58 محافظة، بها قوائم حزبية بـ877 قائمة مقابل 281 قائمة للمستقلين.
وظهر 40 حزبًا ضِمن قوائم المرشحين في ترشيحات المجالس البلدية البالغ عددها 1541 بنحو 4860 قائمة مقابل 988 قائمة للمستقلين.
بينما يصل عدد الناخبين بالانتخابات المحلية المقبلة بالجزائر 23 مليوناً و717 ألفاً و479 ناخبًا.